جد يوم أمس الخميس 14 ماي حريق هائل في معمل للورق الصحي بالمنطقة الصناعية بالنفيضة. ولئن لم تكن للحريق خسائر بشرية، فإنّ دوامه لأكثر من عشر ساعات في قائضة الحر الاستثنائي خلق تهديدات جدية للسكان المتاخمين للمعمل خاصة مع تأخر تدخل مصالح الحماية المدنية، ممّا جعل السيطرة على الحريق أمرا صعبا وفرض جلب تعزيزات لوجستية وبشرية من الجهات المجاورة (نابل، القيروان، المنستير، المهدية). وقد تركّز الحريق في مستودعات السلع ولم يطل الآلات. وجدير بالذكر أنّ هذا المصنع يشغّل حوالي 300 عامل هم مهددون الآن بصفة جدية في قوتهم مثلهم مثل زملائهم الذين لم تطل مصانعهم الحرائق، لكن جشع الرأسمال يصرّ على تحميل كلّ الأزمات للعمال والكادحين بما فيها أزمة الوباء وأزمة الحرائق التي ليس للعمال فيها ناقة ولا جمل.
والمؤكّد أنّ شوطا مهما من النضال الاجتماعي ينتظر الكادحين دفاعا عن حقهم في الوجود المهدد اليوم فعليا.
أسامة ساسي