يخوض أهالي “عين جلولة” من ولاية القيروان منذ فترة حملة واسعة من أجل تحويل وحدة الصحة الأساسية بالمدينة إلى مستشفى محلي توّجوها لليوم بوقفة احتجاجية شارك فيها جمع غفير من المواطنين والمواطنات خاصة وأنّ أزمة الكورونا أكّدت ما يتداوله الجميع بشأن الحجم الهائل للتهاون بصحة المواطنين.
صحيح أنّ عين جلولة لم تسجّل إصابات بهذا الوباء، لكن غياب المرفق الصحّي للمئات من أصحاب الأمراض المزمنة وحتى العادية في ظلّ قرار منع التنقل بين المدن أكّد للجميع الحاجة إلى مستشفى محلي يتوفر فيه من الأطباء ومن الإطار شبه الصحي والتجهيزات ما يسمح بتقديم الخدمات اللائقة لمواطني عين جلولة. لذلك لاقى هذا التحرك الاجتماعي دعما ومساندة من مكونات المجتمع المدني بالجهة (الاتحاد المحلي للشغل بالسبيخة / الفرع الجهوي للرابطة / “تنسيقية وينو السْبيطار”…)
أصبحت “عين جلوله” مركز معتمدية منذ سنة ،2017 لكنها تحتوي منذ سبعينات القرن الماضي على مرفق بلدي عريق. وهي أكثر مناطق تونس إنتاجا للمشمش والعسل لكنها في المقابل تفتقر إلى المرافق الحيوية الدنيا. فإضافة إلى المستشفى المحلي الذي خرج من أجله عديد المواطنين اليوم ما يزال مشروع المعهد الثانوي معطّلا منذ أشهر عدّة وما تزال فيها السوق البلدية والأسبوعية غائبة، وما يزال فيها تقطع التزود بالماء الصالح للشراب في الأيام العادية قائما كما في منطقة الحسيان، وما تزال الحاجة قائمة إلى تشكيل هياكل فلاحية في شكل شركات فلاحية للخدمات قادرة على إعطاء دفع قوي لثرواتها الفلاحية وخاصة على تأطير قطاعي إنتاج المشمش والعسل وغيرها من المطالب الملحة الأخرى.
لذلك فإنّ السلط المركزية والجهوية وخاصة الإدارة الجهوية للصحة مدعوّة بإلحاح إلى تلبية دعوات أبناء “عين جلّولة” والقيروان عموما وإلى تلبية الحاجيات الصحية قبل أن تتحوّل هذه الاحتجاجات السلمية إلى هبّة شعبية عارمة من أبناء الجهة، خاصة وأنّ التحركات الاحتجاجية الشعبية تتجه نحو التعميم في كامل معتمديات الولاية وإن تعدّدت واختلفت أسبابها.
طارق البراق