منـذر خلفـاوي
تشهد عدّة مدن بالولايات المتّحدة الأمريكيّة مظاهرات واحتجاجات عارمة مثل مينابوليس من ولاية مينيسوتا ونيويورك وغيرهما بعد تعمّد عناصر من الشرطة التعذيب وصل حد القتل للمواطن الامريكي من أصول افريقية جورج فلويد ذو الـ 46 سنة الذي أوقف من قبل أربعة عناصر “شرطة بيض” للاشتباه به، وكان قائدهم المدعو “ديريك شوفين” جاثما على رقبته بركبته بالرغم من استغاثة الضحيّة وهو يجاهد ويتوسّل لالتقاط أنفاسه، إلّا أنه لم يفكّ عنه، حتى فارق الحياة.
وتأتي هذه الحادثة الأليمة نتيجة السياسات العنصرية من قبل أجهزة البوليس ضدّ المواطنين السّود، إذ تكرّرت الحالات التي يذهب ضحيّتها السّود من أصول إفريقية أساسا حيث تمّ قتل 1014 مواطنا أسود البشرة سنة 2019 لوحدها، وهي تعبّر عن الانتماء الاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي الطبقي، لهاته الفئة من السكّان التي تبلغ نسبتها بمدينة مينابوليس حسب بعض الإحصائيات الـ7 %، حيث أنّ 32 % منهم تحت خط الفقر و10 % منهم عاطلون عن العمل مقابل 4 بالمائة للبيض .
إن الفوارق الطبقية والعرقيّة التي يعانيها سود البشرة في الولايات المتحدة، والتي لم تنته بالرّغم من إلغاء قوانين الميز العنصري منذ عام أو أكثر ورغم تحرير العبيد منذ 200سنة بفضل ابراهام لنكولن، تظلّ هي أساس الاعتداءات العنصرية.
إن المطالب التي رفعها المتظاهرون هي المطالبة بعدم الإفلات من العقاب الذي يعانيه أهالي الضحايا، حيث أن العديد من المعتدين يُبرَّؤون أو يحاكمون بأحكامٍ شكلية، ممّا أعطى للأحداث طابعا عنيفا كحرق مركز الشرطة ومحاصرة منازل الأعوان رغم حالة الطوارئ ورغم الحجر الصحي المفروض على السكان. ويشارك في هذه التحركات مناهضو العنصرية من البيض والسّود مندّدين بالرئيس ترامب الذي أدان ما اعتبرها أعمال نهب وحرق وإجرام من قطاع الطرق وهدّد بإرسال فرق الحرس، وهو ما أدانته منظمة العفو الدولية التي اعتبرت في بيان لها أن خطاب ترامب عنصري.
وللتذكير، فإنّ مثل هكذا تصريحات ليست غريبة عن هذا الشعبوي، فقد ركّز في حملته الانتخابية على معاداته للمهاجرين ودعمه للعنصريين داخليا ومساندته للصهيونية والأنظمة الفاشيّة دوليا.