عمار عمروسية
تتوالى فضائح بعض وزراء حكومة السيّد”الفخفاخ” وتتعدّد في زمن قياسي.
فالانزلاق يعقبه السّقوط والفضيحة تفتح على مثيلتها وكأنْ وظيفة الوافدين الجدد زيادة متاعب البلاد والعباد.
فمن وزير عمولة الكمامات إلى وزير السيّارة المهشّمة والسّطو على منزل دون موجب قانونيّ الخ…
يعمل بعض الوزراء في أملاك المجموعة الوطنيّة للانتفاع برزق “البليك” وفق منطق “روحي روحي والحكومة أولى بالمعروف”!!!.
يمضي قطار الجماعة في سكّة الاستهتار والفساد وريشة السيّد “الفخفاخ” درعهم الواقي للإفلات من العقاب والمحاسبة.
دون شكّ فهم السادة قبل غيرهم أنّ سرديات مقاومة الفساد والاستهتار أحاجيّ وخرافات السّلف للتّمويه والمغالطة. وفي كلّ الأحوال هم غير معنيّين لا من بعيد ولا من قريب بضوابط القانون وقيم الأخلاق. والحكم الرشيد.
“قصبة”الحكومة تطلق الأيادي في كلّ الاتجّاهات وتخرج البعض من جلودهم القديمة وتغيّر في أغلب الأحيان طرق وقناعات الوافدين إليها فهم “الدّولة” ولأنّ الأخيرة وفق المنطق البورجوازي فوق الشعب وعلى رقابه تصبح كلّ الأفعال مباحة وعاديّة فهي كما قال رئيس الحكومة “جزئيات صغيرة وتفاهات لا تستحقّ الاهتمام”!!!
فالفساد حسب زعمه اجتهاد، وخرق الإجراءات القانونيّة في مجال الصفقات العموميّة هو مقاومة للبيروقراطية!! والصّمت عن فضيحة “منجي مرزوق” وزير الطاقة والمناجم قد يكون حكمة!!!
فالأخير سمح لنفسه بخرق قواعد الحجر الصّحي وتمكنّ من مغادرة البلاد على متن طائرة “فرنسية” وبقي حتّى يومنا هناك قرب أسرته. فعمليّة خروجه كانت ضمن إجلاء السلطات الفرنسية لبعض رعاياها العالقين هنا وهو أمر منطقي، ومن الأكيد أنْ معالي الوزير استنجد بجنسيته “الفرنسية” وجواز سفره الأجنبي ليمتطي طائرة العالقين.
هكذا غادر الوزير وبقي هناك في وقت تشهد فيه البلاد بوادر نهوض اجتماعي واسع يطال مجالات اهتمام ومسؤوليّة الوزير العالق.
فالنشاط الفسفاطي بجهة “قفصة” يعرف منذ أيام شللا شبه تامّ واعتصامات طالبي الشغل من المعدمين تجتاح كلّ مراكز الإنتاج (مقاطع، مغاسل، مسالك التّوزيع…)
وحول حقول النّفط بـ”الكامور” يتصاعد غضب الشبيبة المهمشة وتطلّ من جديد خيام المعتصمين.
يحدث كلّ هذا وسط مسيرات غضب طالبي القوت أمام مراكز السلطات الجهوية والمحليّة التي سارعت اليوم في مدينة قفصة إلى التّلويح بسياسة الهراوات الغليظة وفبركة القضايا والإيقافات العشوائية لبعض نشطاء عملة الحضائر على خلفية تدوينات في الشبكة الاجتماعية!!!
يحدث هذا والقادم قد يكون أكثر، والوزير يتابع الأمور كما قال عن كثب من وراء الحدود!!! ويضيف في تدوينة أخرى “سأعود وأنا ملتزم بقواعد الحجر الصحي بعد عودني”.
هكذا وزير “الدّولة” يتصرف في حين أَنّ المنطق يفترض منه إمّا تقديم استقالته والاعتذار أو المسارعة بإقالته لدرء تفاقم الأوضاع وتردّيها.