صوت الشعب صوت الحقيقة
منذر خلفاوي
وصلت خمس ناقلات نفط إيرانية إلى فنزويلا تحت تغطية عسكرية بحرية وجوية للجيش الفنزويلي بداية من يوم 25 ماي في تحدٍّ للحصار الأمريكي الإجرامي ولمحاولات تركيعه عبر الانقلابات الفاشلة وآخرها الذي تمّ يومي 3 و4 ماي المنقضي.
وتعتبر هذه الخطوة الجريئة من الحكومة الإيرانية المتضرّرة هي أيضا من الحصار الاقتصادي، وبذلك أعطت إيران وفنزويلا المثال على الصمود والمقاومة بفضل التآزر والوحدة بين دولتين منتِجتين للنفط ومحرومتين من التمتّع بخيراتهما البترولية.
لقد تداولت وسائل الإعلام العالمية الحدث وسط مخاوف من اعتراض الآلة الحربية الأمريكية للأسطول ومنعه من الوصول، لكن العوامل الموضوعية والأزمة التي يعيشها نظام ترامب ساعدت على اختراق الغطرسة الأمريكية الغير قانونية كما أن إصرار وحرية وشجاعة الشعبين انتصرت وبرهنت أنّ هزم العدو والانتصار عليه ليس بالمستحيل.
يعيش الشعب الفنزويلي أزمة في إنتاج البنزين رغم أنه من أكبر منتجي البترول. إلا أنّ الحصار حرمه من توريد المعدّات الضرورية لإصلاح آلات تكرير النفط، وهو ما انعكس على حياة الشعب الفنزويلي. لذلك يمكن لهذه الشحنات المقدرة ب1.5 مليون برميل أن تخفّف عليه الأزمة، كما أن تقديم العون والمعدّات والفنيّين لاستئناف النشاط الإنتاجي في هذه المرحلة من طرف إيران هو أكبر دعم. وقد تُعدّ هذه اللّفتة ردّ جميل للحكومة البوليفاريّة التي دعّمت إيران زمن الرّاحل هيغو شافيز.
ايران بعثت في نفس الوقت بناقلات نفط إلى الصّين حتى تقدر على تصريف منتجاتها بعد حرمانها من بيع حصّتها ولتمكينها من تجاوز الأزمة المالية ولو نسبيا وستكون هذه الخطوة بداية التخلّص من العقوبات الاقتصادية خاصة وأنها أعلنت أن اعتراض سفنها لن يمرّ بسلام. وبذلك تكون إيران قد وجّهت صفعة للولايات المتّحدة التي تعيش أزمة سياسيّة خانقة، مُضاف إليها أزمة وباء كورونا الذي كشف عجز نظامها الصحي على مواجهته.
عدد البلدان التي تعاني الحصار 39 بلدا، وهو ما يمثل ثلث سكان العالم، يمكن أن ينسجوا على منوال التحدّي الإيراني، وكلّما كان التنسيق أكبر عبر الفضح والتشهير من داخل الأمم المتحدة أو إعادة بعث مجموعة دول عدم الانحياز التي تضم 120 دولة والذين اجتمعوا في شهر أوت 2019 بفنزويلا، أو عبر التنسيق المتعدّد الأطراف، كالذي تمّ في الآونة الأخيرة بين ستّة دول يوم 9 ماي (كوبا، إيران، سوريا، نيكاراغوا وفلسطين) والذي من المنتظر إعادة اللقاء في الأيّام القادمة من شأنه وضع حدٍّ لهيمنة القطب الواحد ولهيمنة الدولار ..الخ
أمام العربدة الأمريكيّة وتدخلّها السّافر في شؤون الدّول وانتهاك سيادتها لا بدّ من تسريع وتائر التضامن مع البلدان المحاصرة وكلّ الدّول المتضرّرة من الهيمنة الإمبرياليّة، والعمل على كسر الحصار مثلما تمّ من قبل مع أهالينا في غزة وكوبا وغيرها.
