في فاجعة جديدة ومتكرّرة بمنطقة الجيّارة التابعة لمعتمدية سيدي حسين السيجومي توفّي ثلاثة أطفال بالأمس غرقا على إثر نزولهم للسّباحة في قنال مجردة.
وقد تمكّنت الحماية المدنية من العثور على الجثث الثلاثة (فراس بن جمال الهمامي من مواليد 2008 والطفل ياسين بن بشير بن لخضر الفداوي من مواليد 2005 والطفل مؤمن بن الإمام بن العبيدي الرحيمي من مواليد 2010) بقنال مجردة بالجيّارة بأماكن متباعدة بعد جرفهم من قبل التيار المائي القوي للقنال.
ويسمّي أهالي الجهة هذه القنال بـ”قنال الموت” لأنّه أودى بحياة العشرات وهو الآن يشقّ أحياء سكنية مترامية على يمينه وشماله ويحتوي على قناطر ضيّقة لمرور العربات والأفراد. ورغم مطالبة الأهالي بتسييج القنال في المناطق السكنيّة وتوسيع ممرّاته إلا أن السّلط لم تقدّم أية إجابة مقنعة.
وقد أثير سابقا موضوع غرق الأطفال في نفس القنال من عدّة جهات بما فيها الصحافة المكتوبة والمرئية خاصة ولكن لم يكن لذلك تأثير يذكر في دفع الجهات الرّسميّة التحرك من أجل الحد من الضحايا، وهو ما اعتره أبناء المنطقة، الذين احتجّوا مرات عديدة، “حقرة” وتهميشا لسكان الأحياء الشعبية على امتداد السنين.
ويعتبر السكان المقيمين على ضفاف القنال من أفقر المتساكنين، كما أن نسبة الانقطاع المدرسي بتلك المناطق من بين أرفع النسب المسجلة وطنيا وبولاية تونس، فهي أحياء شعبية مهمشة ومفقّرة تغيب فيها كلّ مرافق الترفيه وكلّ مقوّمات الحياة الكريمة للمواطن.
وللعلم، يعود استغلال القنال إلى سنة 1982 حيث ينقل المياه من باراج جومين وسجنان نحو الوطن القبلي تحت إشراف هيئة خاصة به مرجع نظرها وزارة الفلاحة ويمتدّ على طول 120 كلم.
زينب الكافي