السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بادئ ذي بدءٍ أرجو من المشرف على الصفحة إيصال رسالتي هذه إلى المكلّف بخدمة الجالية التونسية في ليبيا..
أيّامًا والتونسيّون في كامل التراب الليبي ينتظرون إعلان رحلات إجلاءٍ نظرا للحالة الصعبة التي نعيشها هنا في ليبيا، انقطاع موارد رزقنا، ظروف معيشية صعبة، انتشار المرض.. هذا مع ما تقوم به آلة الحرب من قصف عشوائي وزهق الأرواح وبثّ الرّعب في نفوسنا كل لحظة نخالها النهاية.. سيدي أتحدّث باسمي وباسم من معي من شباب أصحاب شهادات عليا معطلين عن العمل اضطرّنا انقطاع السّبل في بلادنا إلى المغادرة نحو المجهول طلبا لبعض الدنانير لإعالة عائلاتنا.. سيدي الجالس خلف مكتبه الآمن، ما راعنا إلّا أن تنشروا على صفحتكم قائمة النزل التي يجب أن نرتادها إذا أردنا العودة إلى بلادنا ليس هذا، فقط بل تغاضيتم عن إعطاء تفاصيل رحلات الإجلاء، هذا إن وجدت من أصلها.. مع العلم أنّ عدد الرحلات السابقة لم ترتقِ إلى عدد التونسيّين العالقين في ليبيا ولم تراعِ وضعيتنا المأساويّة التي نعيشها..
سيدي أنتم وحدكم تتحمّلون المسؤولية أمام الله وأمام أمّهاتنا الثكالى إذا حدث لنا مكروه! تتحمّلون المسؤولية لأنّكم يا إمّا لم توصلوا الصّورة كاملة وكما هي إلى الدوائر الحكومية المعنية أو أنكم أوصلتم الصورة ولم يستجب لكم وبقيتم في مكتبكم الفارِهِ لم يتحرّك فيكم وازع المسؤولية والأمانة، وهنا المصيبة أعظم..
نحن لم نطلب لا تعويضات ولا امتيازات أو ما شابه.. نحن لا نبتغي إلّا الوصول إلى منازلنا آمنين بعد ما قاسيناه في الأشهر الماضية من ويلات الحرب والجوع وقلّة في الصحة والأموال.. لكن ما راعنا إلّا وحكومتنا الموقرة تبتزنا شرّ ابتزاز وكأنّ أصحاب اليوروهات والبيترودولار يزيدون علينا في الجاه والمكانة ومرحّب بهم أكثر منّا…
تم ارسال هذه الرسالة الى اربع جهات :القنصلية رئاسة الجمهورية رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية وفي الختام نقول لكم لن نكره تراب أرضنا الطيبة ولن نبغض وطننا مهما قُمتم بتهميشنا وازدرائنا.. نحن تونسيّون وطنيّون حدّ النخاع وتلك تهمة لا ننكرها وشرف لا ندّعيه..
وإن حدث لنا مكروه فعند الله تلتقي الخصوم…
أيوب. ز
—