صوت الشعب صوت الحقيقة
عمدت من مجموعة من المنتسبين إلى تيارات دينيّة إلى تكسير نوافذ تابعة للمبنى المؤقت الجديد لمركز البريد المحلّي بدعوى أن نوافذ هذا المبنى تطلّ على ساحة الجامع الجديد بتستور.
وكانت إدارة البريد قد اتّفقت مع الشركة الجهوية للنقل بباجة استغلال المبنى الخاص بهذه الأخيرة كمركز بريد مؤقت إلى حين الانتهاء أشغال التهيئة في مركز البريد الأصلي، لتسهيل إسداء الخدمات المواطنين…
وما إن باشر الأعوان العمل في مقرهم الجديد حتى بدأت صفحات التكفير والفتنة تحرّض المواطنين على البريديّين وعلى رئيس البلدية، فهاج جماعة “الإسلام في خطر” وهشّموا نوافذ المبنى الجديد..
هذا المبنى كان مقهى منذ عشرات السّنين، والنوافذ التي كسّرها “المتأسلمون” كانت موجودة ولم يحرّك هؤلاء الجبناء ساكنا زمن الرئيس الحبيب بورقيبة وزمن المخلوع وحتى بعد الثورة.. لم تمثل هذه النوافذ خطرا على المسجد إلّا اليوم….
إن هذا الاعتداء الجبان على مركز البريد المحلي بتستور هو اعتداء على الإدارة العمومية التي لم تتوقف عن تقديم خدماتها للمواطنين حتى في فترة الوباء عندما كانت المساجد والكنائس وكل دور العبادة مغلقة. يأتي هذا الاعتداء في إطار حملة التكفير التي يشنّها الحزب الرّجعي الذي يوظّف الدين وعدد من الانتهازيين الذين ارتموا حديثا في أحضان هذا الحزب بحثا عن مصالح ذاتية ضيقة.
وقد بدأت هذه الحملة بتكفير رئيس البلدية من قبل إمام الجامع الكبير بعد كراء محلٍّ تجاريٍّ على ملك البلدية في إطار بتّةٍ عمومية، وتواصلت حملة التحريض والتّجييش ضدّه حتى هذه الواقعة، واعتبروه هو المسؤول الأول عن “نوافذ الخطر”.
هذا الاعتداء على الإدارة العمومية هو في جوهره ومغزاه اعتداء على مدنيّة الدولة وقد تعدّدت هذه الاعتداءات وتكرّرت دون أن تحرّك السلطات المحلية والجهوية ساكنا.. وقد تتحرّك مستقبلا، ولكن يكون قد فات الأوان، وربّما تمرّ هذه المجموعات من التّكفير إلى أعمالٍ أكثر خطورة وإجراما.
فيصل السّكفالي
