عمار عمروسية
لم يبق الكثير أمام رئيس الجمهورية من المهلة الدستورية (10أيّام) للكشف عن العصفور الجديد لكرسيّ سيّد “القصبة”.
فالوقت ظاغط وفسحة التْقليب والاختيار قصيرة ونهايتها بالضّرورة يوم الخميس القادم.
ومن عجائب الدّنيا أنّ صاحب تعويذة “الشعب يريد” يمارس أشدّ أنواع التّكتم عن معايير اختياره لعصفور كرسيّ الرّمال السّاخنة والمتّحركة.
فالأمر الوحيد المعلوم هو لجوء رئيس الجمهوريّة إلى معاودة نفس تمشيه القديم في استشارة الكتل البرلمانيّة، وما تجاوز ذلك فهو مبهم للعموم على الأقلّ حتّى هذه السّاعة.
فالاسطوانة الممجوجة لمشاورات المولود الجديد انطلقت وسط مناخات سياسيْة مأزومة وانقسامات حادّة بين السّاعين إلى القصبة.
فتفاهمات التّحالف الحكومي القديم تلاشت وتركت مكانها لاصطفافات جديدة جميعها يرفع لواء محاربة الفساد والشّفافيّة!!!
فداعمي “الفخفاخ” وشركاء السّفينة قفزوا تباعا إلى ساحة القيم النبيلة والحكومة الرشيدة.
والأعجب من هذا القفز المريب أنّ الكلّ لتأمين مصالحه الحزبيّة يسابق الوقت لتأمين صفّه باستمالة كتل برلمانيّة منبوذة وموسومة حتّى وقت قريب بالفساد والهدر.
فجبهة “حركة الشعب” و”التيّار الدّيموقراطي” تناستا صراعهما منذ وقت مع ما كانا يعتبرانه “شاهد” الفساد وأصبحا شركاء في الحكم لتمرير ما أسموه “حكومة االشفافيّة الاجتماعيّة”.
وهذه الجبهة تدفعها موازين القوى اليوم إلى الاستدارة نحو حزب “قلب تونس” وفسخ كلّ الخطوط الحمراء المرسومة من قبلهما.
أمّا في الجهة المقابلة فجسور الودّ والارتباط مفتوحة مع الجميع وخصوصا مع “قلب تونس”.
فجميع خطّة “النّهضة” ومآلاتها قائمة على نوّاب “شياطين الفساد” مثلما صرّح أحد قيادات “النهضة” قبل أسابيع.
فالمشاورات هذه المرّة تلعب على ربح المواقع والمغانم بطريقة خشنة أسقطت حتّى مناورات التّخفي والمناورة من قبيل “الخطوط الحمراء” التي وردت في تصريحاتهم السّابقة.
فكلّ الحيل وجميع الأسلحة لحسم صراع الذئاب على الحكم ضمن مناخ اجتماعيّ شديد الاضطراب يصل مداياته القصوى في جهتي “تطاوين” و”قفصة”.
وكلّ التّحالفات ممكنة للقوى المتقابلة حتّى تضمن الفوز بعرش الحكم تحت رمال ساخنة وانفجارات اجتماعيْة قادمة.