أربع معتمديات من ولاية القصرين دون معتمدين منذ مدة طويلة… بدأت الاستقالات والإقالات والإعفاءات منذ حوالي أربعة أشهر
حيث استقال معتمد فوسانة منذ ما يقارب أربعة أشهر تليها اسقالة معتمد فريانة منذ النصف الأول من شهر أوت الماضي ثم شغور بمنصب معتمدية حاسي الفريد (إقالة أم استقالة مدفوعة؟) وآخرها إقالة معتمد سبيطلة إثر حادثة القتل التي حصلت مؤخرا أثناء عملية هدم لكشك زامنتها إقالة لوالي القصرين السيد محمد سمشة لنفس السبب.
منذ ذلك الوقت بقيت هذه المعتمديات من ولاية القصرين دون معتمدين وتسيّر بالنيانة من معتمدين مجاورين. وقد تولّى السيد المعتمد الأول لولاية القصرين “عاطف الماسي” إدارة شأن الولاية بالنيابة حسب ما تقتضيه القوانين الجاري بها العمل.
وهنا يتساءل المواطن عن سبب التأخر في سد الشغورات الحاصلة. هل هذا التأخير سببه التناحر السياسي بين الأطراف المكونة للحكم التي يرغب كل منها في الفوز بمنصب يمنحه لأحد الموالين له؟
أم أنه عجز تام للسلطة في أداء أبسط مهامها؟ أم أنّ الحكومة تناست أنّ هناك مصالح مواطنين متعطلة جراء كل هذه الشغورات؟ أم أنّ السلطة ترى خلاف ذلك؟ وتعتقد أنّ المعتمد يمكن أن يدير أكثر من معتمدية؟
وبخصوص تأخر تعيين والٍ جديد على رأس ولاية القصرين.. فهل يتنزل هذا التأخير في إطار امتصاص غضب الأهالي وأنه يُعدُّ في الخفاء لإعادة تعين الوالي المُقال مرة أخرى على رأس الولاية؟ أم أنّ تناحرا من نوع آخر بين لوبيات الفساد لتعيين والٍ أكثر طواعية وانبطاح لبعض الاطراف؟
إنّ مثل هذا التراخي في سدِّ الشغورات الحاصلة في ولاية القصرين والاستهتار غير المسبوق بتعطل مصالح المواطنين يثبت لنا مرة أخرى أنّ هذه الحكومة لا تختلف عن سابقاتها وربما تكون أكثر تعاسة وبؤسا على أهالي القصرين والشعب التونسي عموما، وأنّ السلطة آخر اهتماماتها هو الشعب وأنّ همها الوحيد هو كسب المزيد من الغنائم التي تكتسبها بواسطة الحكم.
حكومة تفقّر الشعب وتجوّعه وتتعمد نشر الوباء في صفوفه ثم تقتله بأبشع الوسائل والطرق، مايهمها هو الحفاظ على مواقعها ومصالح لوبيات الفساد من مهربين ورجال أعمال فاسدين…
ففي الوقت الذي تشهد فيه ولاية القصرين انتشارا سريعا وغير مسبوق للوباء تبقى القصرين دون والٍ…الوالي الذي يترأس اللجنة الجهوية لمجابهة الكورونا التي أوكِلت إليها مهام اتخاذ القرارت والتدابير للحد من انتشار الفيروس لتبقى اللجنة الجهوية الحالية تتخبط وسط الانتشار السريع للفيروس وتفتقد للجرأة في أخذ القرار والصرامة اللازمة في فرض تنفيذه… إنها حكومة تقتل شعبها، حكومة المراهقة السياسية والمصالح السياسية… حكومة التطبيع والرضوخ بعيدا كل البعد عن هموم الشعب…
فإلى متى ستبقى القصرين آخر اهتمامات الحكام الذين قدموا من وراء البحار حيث كانوا يعيشون البذخ..؟
فهل سينهض الدلفين النائم ويعصف بأحلام السلطة التي تنوي التربع على العرش سنون وسنون؟
كــمــال فـارحـي