تشهد معتمدية ماجل بلعباس من ولاية القصرين تصحرا على جميع المستويات (على المستوى الاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي والخدماتي…) ففضلا عن افتقارها إلى مؤسسات اقتصادية تساهم في التنمية وتمتصّ ما يمكن امتصاصه من البطالة والفقر، فإنها تشهد أيضا افتقارا لمؤسسات ثقافية واجتماعية وخدماتية تسهِّل حياة المواطنين وترفع من مستوى عيشهم..
ولئن طالب أهالي الجهة منذ سنين مضت بالتنمية والتشغيل خاصة بعد الثورة، إلاّ أنّ الحكومات المتعاقبة ظلّت منغمسة في حساباتها السياسية القذرة البعيدة كل البعد عن مشاغل المواطنين ومتطلِّباتهم، وتبحث دوما عن من هم أكثر حِنكة وخبثا وكفاءة في النفاق والتحيّل واللصوصية ومغالطة الشعب لتُمكِّنهم من مسؤوليات على رأس السلطة التشريعية والتنفيذية خدمة لمصالح لوبيات الحكم..
وإضافة إلى المتطلبات الضرورية والحاجيات الأساسية والملحة لأهالي الجهة، يُعتبر مطلب بعث فرع للشركة التونسية للكهرباء والغاز بماجل بلعباس من أهم مطالب الأهالي منذ سنوات نظرا إلى أهميته في تسهيل وتقريب الخدمات للمواطن، خاصة وأنّ الجهة تشهد انقطاعا متكررا للتيار الكهربائي في مختلف الفصول والأوقات وتأخر عمليات الصيانة والإصلاح التي تستغرق أحيانا أياما وأسابيع، وهو ما يسبب في خسائر مهمة للأهالي خاصة في المجال الفلاحي وغيره.. هذا فضلا عن تآكل الشبكة نتيجة عدم انتظام الصيانة والتجديد المستمر..
وقد استبشر الأهالي منذ يوم 24 جويلة الماضي حين أعلنت الشركة خلال جلسة عمل عقدت ببلدية المكان عن نيتها بعث الفرع خلال أسابيع قليلة وأنّ جميع الإجراءات والمتطلبات المادية واللوجستية وكل ما يحيط بهذا الموضوع جاهزة للتنفيذ قريبا… ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم لم يتغير موقف ممثلي الشركة ولا كلامه بأنّ “كل شيء على ما يرام وأنه قريبا سيرى المشروع النور ..”
أكثر من ثلاثة أشهر مضت ولا شيء تغيّر.. ولم ير المواطن تقدما ملموسا في الموضوع الذي كان من المنتظر أنه سينطلق في العمل الفعلي خلال النصف الأول من شهر سبتمبر… يستمعون فقط “هاو على قريب والموضوع في الطريق السليم”..
ورغم بساطة المطلب ومشروعيته الذي يعتبره الأهالي إنجازا عظيما إلاّ أنّ الجهات المعنية مازالت ماضية في طريق التسويف والمماطلة غير كاشفة عن حقيقة نواياها وجديتها في بعث الفرع بالجهة، ليبقى حلم الأهالي مهددا بالتبخر…
إنه من الضروري اليوم، ومطروح على الأهالي إزالة اللثام عن هذا المولود المنتظر عبر تحرك شعبي يفرضون من خلاله التسريع في تنفيذه وكشف نوايا الجهة المعنية وجديتها في التعامل مع الموضوع…
فإلى أي مدى يمكن أن تكون السلطة جادة في تحقيق مطالب أهالي الجهة.
كــمـال فــارحي