المناسبة، المنطقة المنسية التي يُحرم أبناؤها من حقهم في التعليم

منذ بداية السنة الدراسية خاض مجموعة من مواطني منطقة المناسبة التابعة لمعتمدية حاجب العيون جملة من التحركات الاحتجاجية للمطالبة بحق أبنائهم، أبناء هذه المنطقة المفقّرة والمنسية في التعليم وفي الحلم بمستقبل أجمل ينهي عقودا من التهميش عانتها الجهة.
نعم، وللأسف مازال الحق الدستوري في التعليم في بلدي حكرا على مواطنين دون آخرين.
أبناء المناسة الذين يدرسون في المدرسة الإعدادية والمعهد الثانوي بحاجب العيون المركز وعددهم 178 تلميذة وتلميذا يجدون أنفسهم مطالبين يوميا بإيجاد حل لمعضلة النقل. فنجد صورة شاحنات الموت التي طالما حملت عاملات الفلاحة، وما أكثرهن في قريتي، تتكرّر الصورة حَامِلة هذه المرة التلاميذ من أبناء منطقتي وعلى كتف كل منهم محفظة تحمل الكتب والكراريس وتحمل أيضا ألما ومطالبة بعدالة اجتماعية مفقودة.
بعد هذه التحركات عقدت جلسة جمعت مدير الشركة الجهوية للنقل بمجموعة من الأولياء والنشطاء من الجهة بحضور نائبة عن الجهة وتمت فيها الموافقة المبدئية على توفير حافلة للنقل المدرسي.
هذه الموافقة مازالت إلى اليوم حبرا على ورق، وها هي اليوم المأساة اليومية لهؤلاء التلاميذ تُستأنف مع استئناف الدروس بعد العطلة المدرسية.
هذه هي وضعية التعليم لأبناء الكادحات والكادحين من منطقة المناسة في وطن لا يعطي قيمة للإنسان كأثمن رأسمال.

عبد الوهاب السلطاني