هذا وقد شهدت معتمدية فوسانة من ولاية القصرين مؤخرا حراكا احتجاجيا نظمه مجموعة من شباب الجهة احتجاجا على سياسات الحكومات المتعاقبة التي فقّرتهم وزادت من مأساتهم ومعاناتهم. وقد طالب المحتجون بالتشغيل والتنمية.
شباب فوسانة المعطل والذي يعاني ويلات البطالة نهض من جديد لاسترداد حقوقه المسلوبة.
وإنّ هذه الحركة ليست بمعزل عن الوضع العام بولاية القصرين. فهي من صميم الإيمان بأنّ الوقت قد حان للقطع مع سياسة الفشل، حيث يبدو أنّ الوضع في طريقه إلى الانفجار بعدة معتمديات من ولاية القصرين على غرار سبيطلة، ماجل بلعباس، العيون، فريانة، تالة وغيرها..
لقد حان الوقت للتمرد على سياسات الحكومات التي أعلنت الحرب على الشعب. فالتفت على مطالب ثورته ورهنت البلاد وانتشر فسادها في مختلف المجالات وساهمت في اتساع حلقة المتمعشين والنافذين وتعفن الوضع السياسي والاجتماعي الذي زاد في تعريته ما تمرّ به البلاد من وضع صحي متأزم كشف حجم خراب الدولة وتملّصها من مسؤوولياتها.
فوسانة لعلها تكون إحدى المناطق الساخنة بالولاية التي تعيش تحت صفيح ساخن قابل للانفجار في أيّ وقت. انفجار قد يعصف هذا الشتاء بمنظومة الحكم التي لن يكون يسيرا عليها الخروج منه بسلاسة إذا تمردت الدولة على شعبها والتفت على مطالبهم الملحة. فعندما فقط وجب تمرد الشعب وتحمله لمسؤولياته التاريخية تجاه الحكام اللاوطنيين.

كمال فارحي