في متابعة “صوت الشعب” لاعتصام الدولاب الذي انطلق منذ يوم 15 نوفمبر الماضي أكّد لنا اليوم السيد رؤوف الخضرواي الناطق الرسمي باسم اعتصام الدولاب أنّ خيار الهرسلة الأمنية والتسويف مازال العنوان البارز للسلطة الجهوية والوطنية وأنّ السلطة ماضية في هرسلة المحتجين وتهديدهم ومضايقتهم ضاربة عرض الحائط بمطالبهم المشروعة، والغاية منها فض الاعتصام وتقزيمه.
كما أشار الخضراوي أنّ اعتصام الدولاب 2020 ليس بالحركة الاحتجاجية الأولى في هذا الحقل النفطي. بل إنه سبقته ثلاث محطات احتجاجية بارزة كانت سنة 2011 و2014 و2017 أفضت كلها إلى محاضر جلسات مع السلطة الجهوية تعهدت من خلالها بتوفير شغل لائق للمحتجين وتوفير التنمية للجهة، إلاّ أنها بقيت حبرا على ورق نظرا لعدم جدية الدولة في حلحلة ملف التشغيل والتنمية بالجهة ككل. كما أضاف الناطق الرسمي بأنه تمّ يوم أمس غلق “الفانة” وإخراج العمال من مكان عملهم وهم الآن في أمان في مقرّ إقامتهم بحقل الدولاب. كما تمّ رفع العلم التونسي لأول مرة في تاريخ تونس بهذا الحقل. هذا وقد أكد الخضراوي على سلمية الاعتصام ومشروعية مطالب المحتجين.
وفي إشارة إلى مدى تماسك الاعتصام وتطوره تنظيميا، أكد السيد الخضراوي أنّ عدد المعتصمين في تزايد يوميا حيث ناهز عدد المرابطين هناك الألف محتج وأنّ الاعتصام أصبح أكثر تماسكا ووحدة وتنظيما بما يسمح بتطور الحركة ومضيّها قدما نحو تحقيق مطالب الجهة. هذا فضلا عن التحاق جهات أخرى بالاعتصام مثل فوسانة وسبيطلة وجدليان. كما دعا بقية الجهات إلى الالتحاق بالاعتصام باعتباره يمثل كامل معتمديات الولاية. وأضاف قائلا:”نحن نطلب الدعم والمساندة من الجميع ولكن دون توظيف سياسي ومحاولة للركوب على الأحداث”.
وفي متابعتنا الحينية لتطور الأوضاع بحقل الدولاب نلاحظ خاصة خلال الأيام القليلة الماضية تطورا إيجابيا من ناحية عدد المرابطين هناك وأصبح الاعتصام أكثر تماسكا وتنظيما وهو ما سيمكنهم من افتكاك حقوهم عاجلا أم آجلا وأنّ النصر سيكون حليفم رغم تلكؤ السلطة في الوقت الحاضر في التفاعل الإيجابي مع مطالب المحتجين. إلاّ أنها عاجلا أم آجلا لا خيار لها إلا تلبية مطالب الجماهير المحتجة هناك.
فولاية القصرين التي كانت وقود الثورة ودفعت ثمنا باهظا للثورة وللوطن لم تجن من سياسات حكومات الإخوان وشركائهم إلاّ مزيدا من الخراب والدمار للجهة ولشبابها المعطل. لقد حان الوقت اليوم لصحوة شعبية عارمة تعصف بالخيارات اللاوطنية تجاه أبناء الشعب المفقر. حان الوقت لافتكاك كل حقوق أبناء الجهة المحرومة كلّفها ذلك ما كلفها.
الفقر والبطالة والتهميش والفساد ينخر البلاد في جميع المستويات ومن غير المقبول أن يتواصل هذا النزيف. علينا جميعا الوقوف صفا واحد من أجل وضع حد للصوصية والعمالة والفساد.
نعم لتأميم الثروات الوطنية. نعم لافتكاك الحقوق المسلوبة. نعم لكنس منظومة الحكم التي دمّرت الشعب.
كـمـال فـارحـي