تتواصل أزمة الغاز المنزلي منذ مدة بولاية القصرين ومعتمدياتها وتزداد تعمّقا يوما بعد يوم بمعتمدية ماجل بلعباس وتتضاعف معه معاناة المواطنين في المدن والأرياف وتتعقد الوضعية أكثر لدى أصحاب المقاهي والمطاعم والمؤسسات التربوية التي تحتوي على مبيتات تلمذية وسط بهتة وصمت وعجز وتجاهل من السلط في إيجاد الحلول الكفيلة بتوفير الغاز للمواطنين والحد من معاناتهم والمحافظة على المقدرة الشرائية للمواطن. صمت أو عجز غير مفهوم من سلطة مفلسة سياسيا وإداريا وشعبيا.
وللحد من معاناتهم، التجأ العديد من المواطنين وأصحاب المقاهي والمطاعم للحصول على الغاز من ولاية قفصة والكاف ومعتمدياتها وتكبّدوا في ذلك مصاريف أثقلت كاهلم ليتجاوز بذلك تكلفة القارورة الواحدة أكثر من 50 دينار (باعتبار كلفة النقل). وأمام تزايد معاناة المواطنين وحاجتهم الماسة إلى الغاز، أعلنت السلطة عن نيتها جلب 10 آلاف قارورة غاز من الشقيقة الجزائر وتحديدا من مدينتي تبسة والعين البيضاء لتزويد الولاية. وعلمت “صوت الشعب” أنّ مركزا للزويد بالغاز تم إقراره بالمنطقة الصناعية ببلدية تلابت من معتمدية فريانة لتزويد كل من تلابت وفريانة وماجل بلعباس، ويكون التوزيع يوم السبت لفريانة وتلابت ويوم الأحد لماجل بلعباس. هذا وقد حدد لكل تاجر بالتفصيل (أصحاب الباتيندات) 40 قارورة غاز يتكفل بنقلها لمحله أينما كان. وقد عمدت السلطة الجهوية سابقا إلى أن يكون الغاز متوفرا بمدينة القصرين، ومن يرغب في الحصول عليه وجب أن يتنقّل على حسابه سواء كان مواطنا أو تاجرا وهو ما فتح الباب للتجار للترفيع في الأسعار لتغطية مصاريف التنقل. إنّ مثل هذا التوجه الذي تعتمده السلطة الفاقدة للشرعية يثبت مرة أخرى أنها سلطة مفلسة ولم يعد لها ما تقدّمه للشعب، بل لم يكن لها ما تقدم منذ البداية.
مثل هذا الإجراء الاستفزازي يفتح الباب لمزيد ضرب المقدرة الشرائية للمواطن وذلك بترفيع التجار لسعر القارورة الواحدة لتناهز 20د أو يفوق لتغطية مصاريف تنقلهم وأتعابهم ويجد المواطن نفسه أمام حتمية الانسياق وراء هذا الخيار نظرا لحاجته الماسة للغاز. وهو أيضا يفتح الباب أمام المحتكرين للتمعش من الأزمة. إنّ من دور الدولة توفير الغاز للمواطنين وعدم المساس من المقدرة الشرائية للمواطنين. إنها سلطة ماضية في طريق تدمير البلاد وتجويع العباد وتفتح الباب على مصراعية للاحتكار والترفيع في الأسعار في وضح النهار وبتشريع ناعم منها تحت تعلات واهية. سلطة تعجز عن توفير أبسط الضروريات للمواطنين وجب عليها الرحيل. بل وجب على الشعب ترحيلها. فلترحل منظومة الحكم ولتكن السلطة للشعب.
كــمــال فــارحــي