شهدت المنطقة الصحراوية الفاصلة بين معتمدتي بني خداش من ولاية مدنين ودوز من ولاية ڤبلي على مستوى ما يطلق عليه الأهالي “العين السخونة” أو “العين الحامية”، مواجهات دامية صبيحة هذا اليوم السبت 12 ديسمبر، استعملت فيها بنادق الصيد والهراوات والأسلحة البيضاء وأسفرت عن سقوط أكثر من 15 جريحا والعدد مرشح للارتفاع مما دفع بالمستشفى المحلي ببني خداش إلى طلب الدعم بسيارات إسعاف من مدنين في مرحلة أولى ثم من بن قردان.
وتأتي هذه المواجهات على خلفية الصراع الدائر منذ سنوات بين متساكني المعتمديتين حول ملكية هذه المنطقة التي تحولت إلى قبلة للزائرين للانتفاع بالمياه الساخنة التي تفجرت في قلب الصحراء علما وأنّ هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة الواقعة بين ولايات مدنين وڤبلي وتطاوين غير خاضعة للمسح العقاري وتهيمن عليها الصبغة العقارية الاشتراكية وتستغل كمرعى من قبل سكان الولايات الثلاث.
وقد حاول بعض الشباب المعطل عن العمل استغلال هذه “الهبة” من الصحراء المتمثلة في العين الساخنة، ولكن الصراع القبلي حال دون ذلك في ظل غياب تام للدولة في هذه المناطق. فحتى العين بقيت على حالتها الطبيعية دون تدخل لتهيئتها. إنّ غياب الدولة التي يقتصر حضورها على الجانب الأمني والعسكري وبعض الاستراحات المخصصة للرعاة هو الذي فتح الباب على مصراعيه أمام تنامي النعرات القبلية والجهوية. وما لم تتدخل الدولة بصفة عاجلة فإنّ الصراع مرشح لبلوغ مراحل أكثر دموية.
صوت الشعب