يبدو أنّ الغوغاء ونشر القصص البطولية على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض مسؤولي الصحة بڨفصة في علاقة بعملية التقصي السريع للكوفيد قد ألهى البعض عن السبب الرئيسي لانتشار فيروس كورونا بالجهة. ويعلم الجميع أنّ المتسبب الرئيسي في هذه الكارثة هم ما يُسمّى بلجنة الأزمة الجهوية ولجنة اليقظة بالمستشفى الجهوي الحسين بوزيان، المتقاعسة والتي تريد أن تغطي عن فشلها باستغلال سطوتها على المسؤول الأول عن الصحة بالجهة ألا وهو المدير الجهوي وإدارته الجهوية الخارجيْن بطبيعتهما عن الخدمة منذ مدة.
فالكل يعلم هنا أنه منذ زمن تجاوز الشهر، تلازم الإدارة الجهوية للصحة بڨفصة الصمت حيال تدهور الأوضاع التي أصبحت كارثية وخارجة عن السيطرة. فمخبر التحاليل الجرثومية مُعطّب والتحاليل المخبرية تُرسل إلى مخابر خارج الولاية و تبقى نتائجها أكثر من عشرين يوما ليعلم بها أصحابها. زيادة على ذلك فأعداد المصابين يبقى مجهولا مثله مثل أعداد الموتى. والإحصائيات شحيحة ولا نعلم إن كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد. كل هذا وذاك وقسم الكوفيد يعيش حالة مزرية فهو يشهد منذ عدّة أسابيع نقصا في الإطار الطبي وشبه الطبي والعملة و نقصا في الأوكسجين. وإن وُجد فبنسبة تدفّق ضعيفة وهو ما يزيد في تعكّر الحالة الصحية للمصابين في القسم. وليزداد الوضع سوءا يتواصل انقطاع الماء بصفة متكررة مِمّا يجعل من القسم خاصة والمستشفى عامة، مستنقعا من الأوساخ المتراكمة في كل الأرجاء. وضع كارثي وصادم يعيشه الوضع الصحي بالجهة ومدير جهوي يراكم منذ سنوات الاخفاقات بمباركة زمرة من الوصوليين الذين يحيطون به وتتعلق بالجميع شبهات فساد وتلقّي رشاوى دون محاسبة. وهو ما فاقم المشاكل الإدارية والتسيير الرّعواني الذي ذهب ضحيته المواطن دون غيره.
فإلى متى يتواصل الدفع بالوضع الصحي في الجهة إلى المجهول في ظل صمت مقيت لحكومة القتل الممنهج.
رضا الجلولي