يعيش خريجو التربية والتعليم منذ أكثر من سنة مظلمة قانونية وإنسانية صارخة، وسابقة خطيرة في القطاع وخارجه. وفي ظلّ ظرف صحي حساس ووباء عالمي فتّاك، يتخبط أكثر من 2500 أستاذ مدارس ابتدائية في عرقهم المنهوب علنيّة، دون سداد مستحقاتهم المالية لـ16 شهرا متواليا، في ممارسة واضحة تنتهجها سلط الإشراف لسياسات التجويع والتسويف والمماطلة ضاربة عرض الحائط كلّ سند قانوني وكلّ عرف أخلاقيّ تسير به دولة القانون والمؤسسات، وصولا إلى الانتهاكات عديدة الألوان التي طالت مربّي هذا الوطن في مسٌّ جليّ من كرامة قطاع المائة عام بكل فئاته.
وللعلم فقد سبق وأن خاض خرّيجو التربية العديد من التحركات منذ السنة الفارطة بداية بالمطالبة بتفعيل الفصل 22 وإلزام سلط الإشراف بما جاء في نصه احتراما للقانون الأساسي القطاعي، رافضين جميع آليات التشغيل الهش في نسق منتظم ومتواصل منذ سبتمبر 2019 مرورا بتحرك 21 جانفي. ثم دخلوا في اعتصامات بمقرات المندوبيات الجهوية للتربية، بالإضافة إلى معركة الأمعاء الخاوية التي استمرت أكثر من أسبوعين وصولا إلى اعتصامهم في رحاب وزارة التربية حتى تحققت بعض مطالبهم بالانتداب في سبتمبر 2020 للدفعة الأولى وسبتمبر 2021 للدفعة الثانية بعد الاتفاق المبرم في جويلية 2020.
ورغم هذا المسار ورغم التهديدات والمضايقات والاعتداءات الأمنية المتكررة والإيقافات اللاقانونية التي طالت نخبة هذا الوطن لم يكف وزارة التربية ذريعة لاحترام نفسها ليصلوا إلى اللحظة الرّاهنة دون أجور. وإلى حد كتابة هذه الأسطر يواصل خريجو التربية خوض جميع الخطوات النضالية المشروعة دفاعا عن ذواتهم كأفراد تستحق العيش الكريم في هذا الوطن.
رضا الجلولي