تعيش البلاد على وقع مجموعة من الاحتجاجات من قبل عدد مهم من المواطنات والمواطنين الذين أثقلت كاهلهم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية علاوة على انتشار وباء كورونا “كوفيد19” وعدم محاولة الحكومة والمنظومة الحاكمة برمتها حلحلة الأوضاع التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم.
إنّ هذه الاحتجاجات التي اتسمت بطابعها الشبابي والتي تتسع رقعتها سريعا لتشمل تقريبا كافة الجهات جوبهت بتعاطي بوليسي قمعي. إذ اتسم تعامل قوات البوليس في كل التحركات – نهارية كانت أو ليلية – بالاستعمال المفرط للقوة وبإطلاق كثيف للغاز المشل للحركة. كذلك اتسم تعاطي وزارة الداخلية بحملات إيقاف واسعة وعشوائية شملت عديد الناشطات والناشطين السياسيين ومناضلات ومناضلي المنظمات والجمعيات الحقوقية والمدنية وأعدادا كبيرة من شباب الأحياء الشعبية.
في جهة سوسة – و هي من الجهات المتحركة – انطلقت الاحتجاجات أول أيام الحجر الصحي الخميس 14 جانفي 2021 في بعض الأحياء الشعبية المحاذية لمدينة سوسة (حي العوينة – بير شباك – سيدي عبد الحميد) لتتوسع رقعتها في الأيام التالية لتشمل كل من حمام سوسة وخزامة (حومة الواد) والقلعة الكبرى وبوفيشة وجل أحياء سوسة المدينة.
رصدنا عديد الإيقافات التي شملت شبابا منخرطا في الحركات الاحتجاجية وكذلك عددا من شبان الأحياء الشعبية المنتفضة من فئات مجتمعية واسعة (أساتذة – عمال مصانع – إطارات بشركات خاصة – طلبة وتلاميذ – معطلين…) أغلبهم ممّن تمّ اقتحام منازلهم لإيقافهم وليست لهم علاقة مباشرة بالاحتجاجات – حسب شهادات عائلاتهم-.
حوالي 130 مودعا بالسجن المدني بالمسعدين على خلفية الاحتجاجات والمطالبة بالتنمية والتشغيل.
أسامة ساسي