تجددت صباح اليوم الأربعاء 17 فيفري الواجهات بحقل الدولاب بين المعتصمين وقوات الأمن، ممّا خلّف حالات اختناق في صفوف المحتجين وإيقافات وجروح متفاوتة الخطورة نتيجة الاستعمال المفرط للغاز والرش من قبل قوات البوليس المتمركزة هناك.
هذا وقد أفاد خالد الخضراوي لـ”صوت الشعب” صباح اليوم أنّ مطاردات للمعتصمين في الجبال واعتداءات وحشية قد طالت المحتجين السلميّين العزّل.
هذا وقد جدّد الخضراوي توجيه نداء استغاثة إلى القوى الحية من أجل فك الحصار على معتصمي الدولاب.
كما أفاد الأستاذ عماد الهرماسي أنّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان دخلت على الخط من أجل الدفاع عن الموقوفين والمعتصمين عموما.
إنّ الاستعمال المفرط للقوة ضد معتصمي الدولاب هذا الصباح كان أعنف وأشد قسوة على المحتجين من سابقاتها حسب تصريح المعتصمين والفيديوهات من صفحة الاعتصام. كما أكد خالد الخضراوي أنّ عديد حالات الإغماء والإصابات حصلت صباح اليوم. ورغم اتصالهم بالحماية المدنية إلاّ أنها لم تلبّ النداء إلى حد الساعة على حد قوله.
إنّ اللجوء إلى القوة المفرطة وفي منطقة معزولة ومحاصرتها وممارسة أبشع أساليب التنكيل بالمحتجين يؤكد أنّ هذا الخيار القمعي ضد الاحتجاجات هو آخر ما تبقّى لمنظومة الحكم العميلة وآخر أسلحتها التي تستعملها من أجل الحفاظ على مراكز نفوذها وتمعّشها من السلطة. محتجّون سلميّون عزّل يطالبون بحق مشروع وبديهي يواجهون القمع والحصار والإيقاف والهرسلة بشكل مفرط في الجبال وبالقرب من منازلهم، وهو ما يبشّر بتهاوي منظومة الحكم التي تسعى إلى ترسيخ دولة البوليس والعصى الغليظة من جديد.
إنه بات من الضروري اليوم على أهالي القصرين والعيون على وجه الخصوص وكافة أهالي القصرين عموما فكّ الحصار على معتصمي الدولاب عبر فتح واجهات نضال شعبية بالمدن والأحياء الشعبية من أجل سلامة المعتصمين والمضيّ قدما نحو الإطاحة بنظام الحكم الذي لم يعد قادرا على تقديم أبسط الضروريات لأهالي القصرين.
إنّ فكّ العزلة على الدولاب يتطلب وجوبا من الجميع الخروج إلى الشوارع تضامنا مع الاحتجاجات والمطالبة برحيل منظومة الفشل.. وبات ضروريا على القوى الحية بجهة القصرين من نقابات ومنظمات وأحزاب تقدمية تحمّل مسؤوليتها والوقوف في وجهة الهجمة العنيدة والوحشية ضد معتصمي الدولاب والمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين.
كمال فارحي