عمار عمروسية
أخلفت حكومة “المشيشي” بجميع وعودها ورمتها في دائرة التّسويف والتّحايل. كذّبت الحكومة مثل سابقاتها في القضايا الحارقة التي تشغل الرأي العام الوطني. فآفة البطالة تراكم ضحاياها بنسق عال وصل نسبة 17،4٪ ومعدّل الانكماش الاقتصادي استقرّ على مستوى مخيف تجاوز 8- !!!.
كلّ خدمات المرافق العموميّة تردّت وتقهققرت كما لم يحدث من قبل.
كلام الحكومة على الدّوام من صنف كلام اللّيل المدهون بالزبدة حتّى في الجوانب الحياتيّة الحيويّة مثلما هو الحال في زعم توفير لقاح كورونا في منتصف شهر فيفري الجاري.
كلّ وعود “المشيشي” من صنف “كذبة أفريل” إلاّ وعيده للغاضبين وطالبي الحقوق بالصّرامة وفرض الهدوء، فقد انتقل بسرعة عجيبة إلى مجال التّنفيذ والإبداع.
فآلة البطش بالحراك الاجتماعيّ تماسكت والتقطت أنفاسها في مارطون إخماد ميادين الاحتجاج والغضب. انفلتت ماكينة تجريم الحراك الشعبي دون ضوابط قانونيّة وقيم أخلاقية.
فكلّ موجوعي الوطن وضحايا القهر والتّهميش مهما كانت مواقعهم الجغرافيّة وأعمارهم وأجناسهم في مرمى صرامة “المشيشي”. حملات التّرويع والقمع السّافر طالت تقريبا جميع البؤر السّاخنة للحراك في الرّيف والمدينة. فخيار الاستقواء على الحركة الاجتماعيّة ثابت في منظور مقاربة منظومة الحكم التي وضعت له جميع وسائله وأدواته التي تكشّفت بشوارع العاصمة وبلدة “سبيطلة” منذ أيّام وتعززت آثاره في بعض قرى الساحل وحذو حقل “الدولاب” بالقصرين.