بعد مرور 72 يوما من اعتصامهم بمقر الفرع الجهوي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بتونس، اختار المعتصمون التصعيد في نضالهم بداية من 15 مارس 2021 حيث دخل موظفو الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في إضراب جوع مفتوح على خلفية عزلهم وإنهاء عقودهم بصفة تعسفية وعلى خلفية الهرسلة التي تعرضوا لها من قبل رئيس الهيئة عماد بوخريص..
ومن أجل مزيد تسليط الضوء على قضيتهم العادلة وإنارة الرأي العام أصدروا البيان التالي ووجهوه إلى الرّئاسات الثلاث ونواب الشعب…
صوت الشعب
نص البيان :
تونس في 21-03-2021
من المضربات والمضربين عن الطعام
إلى الرّئاسات الثلاث ونواب الشعب
قد لا نستغرب صمتكم أمام جوعنا، ولكن اسمحوا لنا بالقول بأنه جوع ليس من مهمّاته قتل أجسادنا فحسب، بل من مهمّاته أيضا إلحاق العار بالمشهد السيّاسي برمته، فهو لا ينهض بحقنا في الشغل الذي طردنا منه فقط، وإنما يدين هيئاتنا الثورية أيضا.
كيف يمكن الاطمئنان يا سادتي إلى هيئة كالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والحال أنّ المسؤول فيها يطرد موظفيها بشكل تعسفي؟
كيف يمكن الاطمئنان إلى من تكون مهمّته كنس الفساد وهو الذي عمد إلى تجويع الآخرين؟
أيتها السيدات والسادة إن صمتكم الآن هو انحياز معلن لسياسة التصفية والموالاة، وهو انحياز مفرط لسياسة الترهيب والترويع، وهو انحياز مخجل للانقلاب على مؤسساتنا الدستورية التي عدّت مكسبا وطنيا بعد أن سقت دماء الشهداء أرض هذا الوطن.
نعلم جيّدا أن ما يحدث الآن في المشهد السياسي قد يبدو في نظركم أهمّ من جوعنا ولكن،
يا لوطأة هذا العزاء، هل صارت مؤسّساتنا التي يتمّ تخريبها اليوم في الدرجة الأخيرة بعد سرديات الضجيج والغوغاء البرلمانية؟
وهل أجساد الذين عملوا بصدق مجرّد آلات منتهية الصلوحيّة؟
وهل صار الفساد الذي يتوجّب أن نقاومه مجرّد شعار يلوكه البعض؟
وهل صرنا نقاوم هذا الفساد برعاية من يفسد في هذا الوطن؟
وهل صارت الثورة مجرّد لحم غضّ وطريّ تحت أشداق من يمتلك أنيابا أقوى؟
أيتها السيدات والسادة إنّ صمتكم الآن إعلان صارخ عن موتنا الذي نؤجله كلّ لحظة، وتجاهل عظيم لما يحدث في أهمّ مؤسسة تعنى بالكشف عن لصوص الوطن ومخربيه.
نعم أيتها السيدات والسادة: إنّه مشهد يليق بالعزاء والموت، موت الحلم بوطن بلا فاسدين، وموتنا ونحن يطحننا الجوع الآن في مقرّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
أيتها السيدات والسادة نحن هنا بين الجدران، وأجسادنا هنا يرعاها البرد والصقيع وقطع السكر والماء البارد، ولكننا لا نقدم لكم أنفسنا بوصفنا شحّاذين أو متسولين.
نحن تعرضنا إلى مظلمة لا يجوز سياسيا أو أخلاقيا أن نتعرض لها، نحن هنا ندافع عن حقّنا في الشغل الذي طردنا منه.
الصمت تواطؤ، الصمت اعلان ضمنيّ عن قتل الحلم، الصمت اعلان رسميّ عن قتلنا تحت رحى الجوع.
المضربون عن الطعام بمقر الرابطة التونسية لحقوق الانسان