أفادت المديرة الجهوية للتجارة بالقصرين السيدة سامية البريكي لإذاعة السيليوم آف آم صباح اليوم الثلاثاء 22 مارس أنّ الجهة لن تشهد نقصا في المواد الغذائية خلال شهر رمضان وأنّ الأسعار ستكون في المتناول، مضيفة أنّ فِرقا من المراقبة تتولى عمليات المراقبة يوميا وستتعزز خلال شهر رمضان بحملات اخرى مسائية لضرب الاحتكار ومراقبة الأسعار.
وفي الحقيقية إنّ أهالي القصرين لم يلاحظوا أبدا فِرقا للمراقبة منذ سنوات ولم نسمع يوما عن ردع للمخالفين ولا ضرب المحتكرين. وحتى إن حصلت فهي تكون معزولة وموجّهة وسرعان ما يتم الصلح بطرق مختلفة نعلمها جميعا. “وترجع حليمة لعادتنا القديمة” فعن أي مراقبة تتحدثين سيدتي؟
وأما عن ملاءمة الأسعار للمقدرة الشرائية للمواطن فهل تقصدين سيدتي أنه سيتم مراجعة سعر الحليب والبيض واللحوم والزيت والمواد الغذائية الأخرى؟؟ أم أنه سيكون ملائم لحفنة من المسؤولين والأثرياء وأصحاب المال الذين هم في أصلهم لا يعلمون حتى الأسعار الحقيقية؟
وأما عن وفرة المنتوج بالأسواق، أخبرينا سيدتي ماذا أعددتم من خطة لتوفير الزيت النباتي والحليب الذي تعاني المحلات من ندرته…؟ وهل أنّ موسم الخضروات قرب؟ وهل قدّمتم مساعدات للفلاحين حتى يتمكنوا من ممارسة نشاطهم وتزويد الأسواق؟
لتعلمي سيدتي الكريمة أنّ ما يزيد عن 80% من الفلاحين لم يمارسوا نشاطهم الفلاحي هذه السنة بسبب فقدان مادة الأمونيتر وارتفاع أسعارها إلى 80د للكيس الواحد بعد أن كان 32د خلال الأشهر الماضية، وارتفاع سعر البذور والأدوية إلى ما يزيد عن 50% من سعرها الأصلي..
ماذا قدمت السلطة الحاكمة للقطاع الفلاحي غير التدمير الممنهج؟
ففي الوقت الذي يعاني فيه المواطن من غلاء الأسعار على جميع المستويات وتدني المقدرة الشرائية وارتفاع نسبة البطالة والفقر تخرج المديرة الجهوية للتجارة بالقصرين لتبث الأمل المزيف للمواطن وتوهمه بأنه سيكون بخير خلال شهر رمضان زاعمة بذلك أنّ السلطة مستعدة لتوفير المنتوجات وملاءمتها للمقدرة الشرائية…
كفاكم عبثا سيدتي.. كفاكم مراوغة واستغباء للمواطن.
واقعيا وبناءا على معطيات حقيقية وملموسة فإنّ شهر رمضان سيكون قاسيا على أغلب فئات المجتمع وستتعمق الأزمة أكثر مع حلول الصيف القادم خاصة مع تواصل التناحر بين أعداء الشعب على رأس السلطة غير مهتمين بالمشاكل الحقيقية للشعب التونسي… وما على التونسيين إلاّ الاستعداد للدفاع عن كرامتهم واسترجاع حقوقهم المنهوبة من لصوص الحكم الجدد والقدامى وكنسهم من أجل تحقيق أهداف الثورة.
كمال فارحي