حيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جماهير شعبنا في القطاع الصامد الذين ما زالوا يخوضون ملحمةً بطوليةً حقيقية، وبوحدةٍ كفاحيةٍ راسخة تُجسدّها أذرع المقاومة بمختلف تشكيلاتها العسكرية التي تواصل تكبيد العدو الصهيوني خسائر فادحة، وتحويل معادلة الاحتلال الرابحة إلى معادلة خاسرة تكلفه ثمنا باهظا، وإحداث تغيير حقيقي في ميزان قوة الردع لصالح المقاومة وقدراتها النوعية والمتطورة التي رأينا على مدار الأيام الماضية نتائجها، متوجهة بالتحية إلى أهلنا الصامدين في شمال غزة الذين ردوا على القصف الصهيوني الهمجي المكثف بالطائرات وقذائف الدبابات بقلب المعادلة من خلال صمودهم وتشبثهم بأرضهم وبيوتهم.
وأكدت الجبهة أنّ مواصلة العدو الصهيوني قصفه الهمجي والجبان على المدنيين والأطفال والبيوت الآمنة والصحافيين فإن دلّ على شيء فإنه يدلّ على المأزق الذي يعيشه هذا الاحتلال المجرم، ومقدار الضرر الذي لحق به وكيانه على كافة الصعد، فقد ألحقت المقاومة بهذا الكيان الهش شللا كاملا في مفاصل الحياة في الاقتصاد، وفرضت حظرا وتوقفا لحركة الطيران والسياحة، وإلغاء بعض شركات الطيران الدولية رحلاتها، وتعَطّل التعليم والصناعة، ودخول أكثر من 70% من سكان الكيان في الملاجئ.
وأشادت الجبهة بالمسيرات الجماهيرية الحاشدة التي انطلقت من عموم مدن الضفة إسنادا للقطاع وللقدس ولشعبنا في الداخل المحتل، مؤكدةً أنّ دخول الضفة المعركة ستكون بدون شك حافزا ماديا ومعنويا كبيراً، ستزيد من الضغط على الاحتلال، وتدفع نضال شعبنا وانتفاضته ومقاومته إلى المزيد لاستمرار الانتفاضة وتصعيدها.
ودعت الجبهة في هذا السياق جماهير الضفة وشبابها الثائر إلى ضرورة تحويل هذا اليوم الجمعة إلى يوم غضب شعبي عارم، من خلال التظاهر في مسيرات شعبية والتوجه إلى مواقع التماس للاشتباك المفتوح مع الاحتلال، مطالبة السلطة وأجهزتها الأمنية إلى الكف عن مطاردة وملاحقة الشباب الثائر ومحاولة منعهم من الوصول إلى مواقع التماس، والاستجابة لقرارات الاجماع الوطني بفك كافة أشكال الارتباط مع العدو ووقف التنسيق الأمني، فأي مصداقية وشرعية لأي قيادة الآن تنبع من الميدان، وشعبنا اليوم مصمم على تشكيل قيادته الوطنية الموحدة لإدارة الاشتباك على مساحة الوطن مع هذا العدو الغاشم، وعلى القيادة المتنفذة أن تستخلص الدروس والعبر من وحدة شعبنا التي تجسدت في الميدان على امتداد الوطن، ومن الإنجازات والمعادلات التي فرضتها المقاومة على الأرض.
وجددت الجبهة تحياتها إلى جماهير شعبنا المنتفضة في الداخل المحتل عام 1948، وعلى مواصلة تصديهم للجرائم الصهيونية متسلحين بهويتهم الوطنية وتجذرهم بأرضهم.
وختمت الجبهة بيانها، داعيةً جماهير شعبنا إلى الصمود والثبات ومواصلة ملاحم البطولة والفداء، فنحن على أعتاب نصر جديد يدفع شعبنا ونضاله إلى مستويات متقدمة من تأجيج انتفاضة شعبية عارمة، تتحقق بصمود وتضحيات ودماء شعبنا، وبسالة مقاومته الباسلة، فانتفاضة شعبنا تفرض مزيداً من العزلة والحصار للكيان وتضاعف من حجم التأييد الدولي لنا، وتكشف من جديد المواقف الأمريكية والأوروبية المنحازة للكيان، وحققت لطمةً قاسيةً للمُطبعيّن والأنظمة الرجعية العربية المُطبعّة، وأقفلت الطريق أمام محاولات تمرير أي مخططات تتجاوز الحقوق الوطنية الثابتة، أو العودة من جديد إلى أوهام التسوية والمفاوضات العبثية.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
قطاع غزة