مرة أخرى يهتز الرأي العام وجهة القيروان خاصة على وقع حدث مشين يتنافى مع المبادئ الإنسانية والمنظومة الكونية لحقوق الإنسان والقوانين الشغلية والدستورية التونسية..
ففي مصنع لخياطة الأقمشة بمنطقة الباطن من ولاية القيروان قام أمس رجل أعمال ومستثمر، صاحب المصنع المذكور وهو إيطالي الجنسية، بالاعتداء على مجموعة من عاملات المصنع ماديا وبعد سلبهم لعديد الحقوق الشغلية على خلفية مطالبتهن بحقوقهن… وقد تمكن منهن بالضرب بعصى أتت على كامل أجسادهن المرهقة أصلا جراء الكدح لتوفير لقمة عيشهن بعرق جبينهن.. وعلى مرآى ومسمع من العديد من الحضور من عاملات و”شيفان”…!!!
هذه الحادثة الشنيعة والتي يمكن اعتبارها ضربا من ضروب الإرهاب الممارس على الطبقة العاملة تكشف بكل وضوح عن الوجه البشع للرأسمالية الجشعة المدعومة من منظومات الحكم المتعاقبة على بلادنا منذ الاستعمار الفرنسي إلى اليوم من خلال تغليب مصلحة رأس المال على كرامة العاملات والعمال من خلال أطر قانونية هشة والمساهمة في ضرب العمل النقابي بالمؤسسات الخاصة.. منظومات داعمة لبورجوازية لا ضوابط أخلاقية لها ولا إنسانية، همها الوحيد جمع وتكديس المال على حساب أرواح وكرامة العاملات والعمال…
هذه الحادثة يجب أن تكون منطلقا لهبّة جديدة للذود عن كرامة العاملات والعمال، وفرض منظومة قانونية تضمن حقوقهن وحقوقهم في انتظار تحقيق نصرهن الحتمي وتحقيق الاشتراكية، النظام الوحيد الذي ينتفي فيه بالفعل كل شكل من أشكال استغلال الإنسان للإنسان.
المجد للعمال والخزي والعار لمن اصطفّ وراء رأس المال الجشع المتوحش.
ربيع الجوادي