انتظمت اليوم الجمعة 28 ماي 2021 وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية توزر كانت قد دعت إليها كل الأطراف السياسية والمجتمع المدني في الجهة وفي طليعتهم حزب العمال بتوزر مساندة واحتجاجا على طريقة إيقاف المربي عبد اللطيف السبوعي صباح يوم الأمس الخميس من أمام المدرسة التي يشتغل بها -مدرسة جهيم بتوزر- وبحضور التلاميذ. وقد أثارت طريقة إيقافه استياءً شديدا، ذلك أنّ سيارة على متنها عدد من الأشخاص توقفت صباح الأمس أثناء فترة الراحة في حدود الساعة العاشرة أمام مدرسة جهيم بتوزر وطلب أحدهم من حارس المدرسة إبلاغ المعلّم عبداللطيف السبوعي بالقدوم إليه بصفته وليّا فاستجاب له المعلّم وعند وصوله أمام المدرسة وقع سحب هاتفه والزجّ به داخل سيارة وهو يرتدي ميدعة عمله وعلى مرأى من التلاميذ. وتمّ التوجه به نحو وجهة غير معلومة ولم يتسنّ معرفة الجهة التي قامت بإلقاء القبض عليه إلا بعد تدخل فرع توزر نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد الجهوي للشغل وبعض الحقوقيين. فتبين أنّ الجهة التي قامت بإيقافه هي فرقة أمنية قادمة من تونس العاصمة وأعوانها بزي مدني.
وكانت هذه الوقفة تنديدا بعملية الإيقاف والتي وصفها الحضور بعملية اعتقال وبشكل مهين يمسّ من كرامة المربّي وحرمة المدرسة، إذ انعكست آثارها السلبية على التلاميذ وخاصة الذين حضروا الحادثة مما استوجب الإحاطة بهم من قبل مندوب حماية الطفولة وأخصائية اجتماعية.
كما أدانت الأطراف المشاركة في وقفة المساندة والتضامن بهذا العمل المشين ووصفته بعملية الاختطاف مؤكدة أنها تمّت من قبل أعوان بالزيّ المدني على متن سيّارة بترقيم أجنبي وعلى مرأى من التلاميذ والأولياء.
ولقد عبّر ممثل حزب العمال في هذه الوقفة عن تنديده بالممارسات غير القانونية التي اعتمدها البوليس وأنّ ما حصل للمربي عبد اللطيف السبوعي اعتداء صارخ على الحريات العامة والخاصة. واعتبر أنّ ما حصل هو مؤشر خطير على ضرب منسوب الحريات والديمقراطية عموما بشكل يدعو كل الأطراف إلى الاتحاد من أجل دعم ما تبقّى من هامش الحريات.
توزر: وقفة احتجاجية بسبب إلقاء القبض على معلّم أمام التلاميذ
محمد الأزهر الزاوي