تعيش البلاد التونسية في الأيام الأخيرة على وقع حادثة فضيعة تمثلت في سحل قوات الأمن على مرأى الرأي العام لشاب الخمسة عشر ربيعا بسيدي حسين وتعريته ثم ضربه ضربا وحشيا، وذلك على خلفية احتجاجات قام بها أبناء هذا الحي استنكارا وغضبا على وفاة شاب في يوم سابق للحادثة تحت العنف الشديد لقوات البوليس، وهو ما زعزع أركانها وجعل المئات من شباب الأحياء الشعبية يحتجون وخاصة تحرك يوم 12 جوان الجاري الذي نظمته الأحزاب والمنظمات ومكونات شبابية بشارع الحبيب بورقيبة حيث كان للمحتجين طورّ ثان مع القمع البوليسي على إثر إزالة الشباب للحواجز الحديدية حيث تواصلت عملية الكر والفر والعنف الممنهج من قبل بوليس النظام مما تسبب في إصابة عديد المحتجين، تمّ نقل بعضهم إلى المستشفى.
ولم تقف التحركات في هذا المستوى فحسب بل توسعت لتشمل الليلة حي التضامن الذي كان له ايضا نصيب في النزول الى الشارع والتعبير عن غضب الاهالي ، رافعين شعارات ضد الممارسات القمعية للداخلية وأخرى مطالبة برحيل الحكومة…
كما التحقت كلّ من مدينة سبيطلة وقبلها مدينة جلمة للحراك الشعبي المتنامي والمتصاعد لتتوسع دائرة الاحتجاجات من العاصمة (سيدي حسين ودوار هيشر وحي التضامن) إلى الجهات والمناطق الداخلية المهمّشة والمفقرة والتي ندّدت بدورها بقمع البوليس وعبّرت عن غضبها تجاه سياسة التفقير والقتل العمد التي تنتهجها الدولة تجاه تلك المناطق.
فهل يفتح اتساع رقعة الاحتجاجات هذه المرّة طورا جديدا من أطوار الثورة في تونس؟