تعيش معتمدية ماجل بلعباس من ولاية القصرين منذ فترة حالة استثنائية لا تحسد عليها ضاعفت من معاناة المواطنين وزادت في أوجاعهم.. فإلى جانب الفقر والخصاصة وانتشار البطالة وركود الحركة الاقتصادية وعلى ضعفها.. زادت معاناتهم نتيجة الانتشار السريع للوباء وأصبح شبح الموت يخيم على أغلب العائلات خاصة مع الوضعية الحرجة التي يمر بها المستشفى المحلي رغم المجهودات المبذولة من أعوان وإطارات الصحة بالجهة والنقص الفادح للأكسيجين الذي دفع إدارة المستشفى لجلبه من الكاف وسيدي بوزيد وقابس والقصرين…
فرغم مطالبة نشطاء المجتمع المدني بتوفير خزان للأكسيجين وبعث مركز تلقيح بالجهة إلا أنّ الحكومة ظلت متجاهلة للمطالب الملحة لأهالي الجهة..
وفي المقابل أعلن والي الجهة مؤخرا الحجر الصحي الشامل بماجل بلعباس وحاسي الفريد نظرا للارتفاع السريع والمفزع للوباء لتمنع بذلك ضعفاء الحال من الاسترزاق على غرار عمال المقاهي وصغار التجار…
وضعية صحية مفزعة وتنبئ بالكارثة خاصة مع صعوبة الحصول على الأكسيجين…
ومن جهة أخرى تعاني أغلب الأحياء بمدينة ماجل بلعباس منذ أكثر من شهر من الانقطاع الكلي للماء الصالح للشراب في هذا الطقس الحار والوضع الوبائي وبقيت السلطة إلى اليوم صامتة لا تحرك ساكنا ممّا دفع بلدية المكان إلى التكفل بتزويد الأحياء بالماء الصالح للشراب بواسطة صهريج…
إنها المعاناة في أبهى تجلياتها، ثم يطلبون من المواطنين الغسيل ثم الغسيل بالماء والصابون توقيا من الوباء، أي دولة وأي سياسة وأي نظام نحن نعيشه؟
فالوباء من أمامنا والعطش من ورائنا والفقر يحاصرنا فأين المفر؟
كمال فارحي