تشهد معتمدية ماطر وضعا صحيا كارثيا حيث يتزايد عدد الإصابات بالكوفيد وبالتالي ارتفاع عدد الوفيات في ظل النقص الحاد في مادة الاوكسجين. إذ صرّح مدير المستشفى بأنّ 40 قارورة لا تكفي لـ40سريرا -التي توفرت بفضل مساعدات بعض الخيرين- والحال أنّ التزود بمادة الاوكسجين يتم بطريقة بطيئة جدا وعبر شاحنات صغيرة أو سيارات الإسعاف التي لا تحمل أكثر من 4 أو 5 قوارير. كل هذا الوضع الكارثي والمسؤولون لا حضور لهم إلا في المناسبات أو للتقاط بعض الصور بهذه المناسبة أو تلك.
فلماذا لا توفر السلط المحلية أو الجهوية شاحنات كبيرة لجلب الاوكسجين من منزل بورقيبة حيث أنّ كفاءات شركة الفولاذ التي كادت إحدى قيادات حركة النهضة التفويت فيها لأحد المستثمرين الأجانب وبسعر بخس – هذه الشركة تنتج اليوم مادة الاوكسجين الصحي، ما ساهم في الحد من النقص الفادح من هذه المادة. لقد تهاونت السلط توفير بعض الشاحنات لإنقاذ حياة الناس حيث أصبحنا نشتم رائحة الموت ونرى المرضى يتكدسون في كل مكان في مشهد مرعب.
فمتى يتحمل المسؤول المسؤولية التي تقلدها ويقوم بواجبه. ومتى تستجيب وزارة الصحة لطلب الأهالي القاضي بتركيز مستشفى ميداني يحد من الوضع الكارثي، خاصة وأنّ ماطر مفتوحة على عدة معتمديات أخرى على غرار جومين وسجنان وغزالة.
كيف يترك الإطار الطبي وشبه الطبي يواجه هذا الوضع الكارثي لوحده في غياب الحد الأدنى من الموارد البشرية والطبية.
أ لم تلتفت السلط الجهوية والمركزية إلى صيحة تلك الطبيبة التي اضطرت إلى الاختيار بين إنقاذ حياة الأب أو الابن؟ أ لم يشاهدوا مدير المستشفى وهو يبكي طالبا يد المساعدة لإنقاذ حياة المرضى الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم؟ أ لم يسمعوا نداء أحد الممرضين وهو يستجدي الأهالي أن يمكّنوا المستشفى من شاحنة كبيرة الحجم لجلب مادة الاوكسجين؟ المنظومة الصحية تنهار يوما بعد يوم ومسؤولونا يعولون على التسول وترك المواطنين يواجهون مصيرهم. أ ليست هذه جريمة في حق الشعب؟
عمم التلقيح ولا تعمم الوباء
المستشفى الميداني ضرورة قصوى وملحة.
الشاذلي المغراوي