الرئيسية / صوت الوطن / نحو إرساء نظام تعليمي في خدمة الشعب
نحو إرساء نظام تعليمي في خدمة الشعب

نحو إرساء نظام تعليمي في خدمة الشعب

رفيعة شبشوب

“عدنا والعود أحمد” ” عودة ميمونة” “سنة دراسية موفقة” كل هذه العبارات الجميلة يتردد صداها ككل بداية سنة دراسية. وككل سنة تسيل صفحات التواصل الاجتماعي بالنقد والآراء حول ضرورة حل أزمة التعليم. وبين متهكم وجاد تمر السنوات وتزداد الأمور تعقيدا وحول تردي البنى التحتية للمدارس والزمن المدرسي والدروس الخصوصية تدور رحى الصراعات. ويكفي أن يُلوّح المدرسون بالإضراب ليبكي الجميع المدرسة العمومية ويدعون إلى ضرورة إنقاذها. لكن ما يغفل عنه معظم المتابعين للشأن التربوي أو يتغافلون عنه أنّ أزمة التعليم جزء لا يتجزأ من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية منذ عقود.

وإذا كان التعليم في الماضي القريب يمثل مصعدا اجتماعيا لمعظم الأسر التونسية حيث أنّ المستوى التعليمي يؤدي حتما إلى الظفر بوظيفة مرموقة ماديا وبالتالي اجتماعيا فإنّ رياح التغيير النوفمبرية دقت سوس الخوصصة في محراب التعليم. ولعل أزمة العراق عجلت في تغيير المناهج حتى تصبح ذات طابع استهلاكي وصارت المواد العلمية تحظى بمكانة مرموقة في حين همشت المواد الاجتماعية والأدبية والتي من أهدافها صنع مواطن الغد فأفرغت البرامج من محتواها فاسحة المجال للكتب الموازية وصار القاصي والداني يقول كلمته الفصل في العملية التعليمية.

لقد مثّل مشروع “مدرسة الغد” الذي أسس له النظام البائد ضربة موجعة أدت إلى إنتاج أجيال تحمل شهائد دون مستوى حقيقي ناهيك عن مدى ملائمة تلك الشهائد لسوق الشغل أو ما يعبر عنه بالانڨليزية “Irrelevant Education”

صرنا نرى جحافل من المعطلين لا أمل لهم في الظفر بالشغل والعيش الكريم. إنّ التعليم والصحة هما أساس الرقي ومفتاح تقدم البلدان لذا على الدولة أن تقطع مع خياراتها نحو خوصصة وسلعنة التعليم.

التعليم خيار سياسي لذا وجب التفكير جديا في مراجعة المناهج المهترئة وإصلاح البنى التحتية للمدارس إعادة النظر في الزمن المدرسي الذي بات يثقل كاهل التلميذ والمعلم والولي على حد السواء.

نحن في حاجة لبناء أجيال تفكر وتبني ولا يتحقق هذا إلا في ظل تعليم ديمقراطي وثقافة وطنية تنفتح على بقية الثقافات نحن في عالم سريع التحول وعدم مواكبته سيعمق الهوة بين الشعوب المتحضرة والشعوب المتخلفة لنعمل بالمثل القائل “نحن لا نرث الأرض من آبائنا وأجدادنا نحن نستعيرها من أبنائنا”

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×