رفضا لعدم إدراجهم ضمن دفعات التسوية لعمال الحضائر واحتجاجا على تسويفهم ودفاعا عن حقوقهم المشروعة اتجه يوم الإثنين 17 جانفي 2022 المئات من عمال الحضائر ممن تجاوزوا سن 45 عاما قدموا من مختلف الولايات نحو الحدود التونسية الجزائرية عبر منطقة بوشبكة من ولاية القصرين كخطوة تصعيدية لاستثنائهم من عملية التسوية المعلنة مؤخرا.
هذا وقد رابط المحتجون على بعد عشرات الأمتار من الحدود حيث تم منعهم من العبور منذ يوم 17 جانفي وهم مرابطون هناك للعراء والمضايقة البوليسية التي وصلت إلى حد دهس أحد عمال الحضائر أصيل ولاية قبلي بسيارة أمنية يوم الثلاثاء 18 جانفي مما أدى إلى تعرضه لكسر حسب ما أفاد به السيد فيصل عتوري المنسق الجهوي لعمال الحضائر بالقصرين لصوت الشعب.
كما أكد العتوري أنّ عمال الحضائر المرابطين على الحدود التونسية الجزائرية متشبثون بحقهم في التسوية وأنهم سيظلون مرابطين هناك يحاولون عبور الحدود ومغادرة التراب، وإنّ المسألة بالنسبة إليهم مسألة مصيرية ومسألة حياة أو موت، مؤكدا انهم مستعدون للحوار وللتفاعل إذا ما فتحت الحكومة قناة للتواصل معهم وأنهم مستعدون للعودة إلى بيوتهم فورا إذا ما تفاعلت الدول إيجابا مع مطالبهم.
فعمال الحضائر الذين قضوا أكثر من عشر سنوات في العمل تُعصف اليوم أحلامهم بمجرد قرار من النظام في تجاوز صارخ لكل المواثيق الدولية المتعلقة بالشغل وانتهاك لحق هذه الفئة في العيش الكريم.
تُعصف أحلامهم.. يُنكل بهم ثم يتم دهسهم بسيارات البوليس. أنحن في دولة يحكمها القانون، أم نحن في غابة يحكمها الأقوى ويتسلل لها الذئاب لتنهش العرجاء والبرجاء ممن حتم عليه القدر العيش فيها؟
فإذا كان اليوم قد تجاوزوا 45 عاما فإنهم قبل عشر سنوات كانت أعمارهم دون 35 عاما. فلماذا تم تسويفهم حينها أو بعدها حتى بخمس سنوات؟
لقد تعاملت معهم الدولة طيلة العشرية السودات بمنطق العبيد. وها هم اليوم يتعاملون معهم كلاجئين أو متسولبن، يحرمون من أبسط الحقوق بما في ذلك التغطية الصحية. أليس من حقهم العيش بكرامة؟
كمال فارحي