عمار عمروسية
يبدو أنّّ ثمار الحكم الشعبوي ببلادنا أضحت ظاهرة للعيان.
فحصيلة السّنة ونيف من احتكار “قيس سعيد” لكلّ دواليب السّلطة وخصخصتها لتنفيذ وعوده أسقطت الكثير من مساحيق التّبشير بالرّفاه والعيش الكريم في جنّة “الجمهورية الجديدة”.
فكلّ الأوضاع تدهورت كما لم يحدث من قبل وأعادت البلد إلى مطلع ستينات القرن الماضي من زاوية اتّسّاع دوائر الفقر وشيوع مظاهر الجوع وما يصاحبهما من تفشي جميع الإنحرافات القيمية والأخلاقية.
خطّ السّير مع “قيس” قبل الذستور وبعد إقراره هو الانحدار إلى الوراء ضمن عويل المفسّرين وصخب جوقة المساندين.
في إيالة “قيس سعيد” بلغت نسبة التّضخم 8،2 ونسبة التّداين الخارجي تجاوزت 100٪ والأفظع من كلْ ذلك افتقار السّوق لقائمة طويلة من المواد ألأساسيّة والاستهلاكيّة.
وقائع البؤس الاقتصادي والاجتماعي فرضت نفسها حتّى على البعض من أتباع “قيس” المخلصين من ذلك تصريح وزير الشؤون الإجتماعية الذي أقرّ فيه بوجود 4 مليون فقير بالبلد!!!.
في “الجمهورية الجديدة” التّي وعد مهندسها بوضع حدّ للتنكيل بشعبها يأخذ التّنكيل أشنع أشكاله ويصل إلى أخطر بقاعه المتعلّقة بالجوانب الذهنية والنفسية.
فمساحات اليأس من إصلاح الأوضاع اتّسعت وعناصر ألأمل في تغيير ألأحوال تلاشت وعوّضها القنوط والإستسلام وفي أحسن الحالات ترك البلد و”الحرقة” بكلّ الطرق.
رئيس “السعادة العالمية” وصاحب الزواج التاريخي بين أوروبا وإفريقيا أغلق جميع نوافذ الأمل أمام شعبه وحولّ الهجرة غير النظاميّة إلى مشروع وطني يتسابق أصحابه من كلْ الأعمار والجنسين إلي تحقيقه ضمن قوارب الموت وتحت أسوإ انواع الابتزاز المالي وأحطّ المعاملات الحاطّة من الكرامة.
شبيبة القهر ألاجتماعيّ تضع نصب أعينها نجاح مشروع “الحرقة” أو البحر وحيتانه.
نسوة التّهميش مع الصبيان يضعون أنفسهم في مسالك عصابات التّهريب والجريمة.
موظفون سقطوا إلى الخصاصة تحت نهب البنوك غادروا نحو “جنّة” الغرب!!!
تحت سيادة الشعبوية أصبحت “الحرقة” هدفا اجتماعيا يجذب الرْجال والنّسوة. ففي هذه السنة فقط وفق دراسة صادرة عن المنتدى ألاقتصادي والاجتماعي تمْ تسجيل 51353 نفرا منهم 10139 تونسي بينهم 2102 قاصرا.
يحدث هذا والمجهول قد يكون أقرب وجوقة المساندين تمسك بأخشاب سفينة الرئيس الجانحة أمام تنامي التّذمرّ الشعبى من خيارات التّوحش النيوليبرالي الزّاحف تحت بركات صناديق النّهب الماليّة النّهابة.
عمار عمروسية