عمار عمروسية
تتزايد يوميّا المؤشرات التّي تؤكدّ تسارع وتائر التّقهقر السياسي والإنهيار ألإقتصادي والتّردّي الإجتماعي.
فالبلد يغرق في أزمة شاملة غير مسبوقة يدفع فاتورتها كالعادة الطبقة العاملة وباقي الطبقات والفئات الكادحة والشعبية.
فالحياة أضحت جحيما حقيقيّا نتيجة الإرتفاع الجنوني للأسعار وغياب الكثير من الموّاد الأساسيّة زيادة عن تردّي الخدمات العموميّةوتفشّي البطالة والرّشوة الخ…
مساحات التّذمرّ والإحباط تتوسّع ومسافات التّباعد تكبر بين ألأهالي على مختلف إنتماءتهم الطبقيّة وهياكل السّلط المحليّة و الجهوية والوطنيّة.
فهياكل الدّولة في أذهان الكثيرين مصدر أتعاب إضافية في هذا الواقع المأزوم ومؤسسات الحكم من أسفلها إلى أعلاها أجهزة تدمير مادّي ونفسي تسهم بشكل نشيط في تغذية مشاعر الإحباط ونوازع “الحرقة”ومغادرة البلاد.
سماء البلد ملبّدة ومثقلة بنذر المخاطر القادمة في مجمل المجالات السيّاسية وألإقتصادية وألإجتماعية. وهي قناعات معلنة حتّى في أوساط مساندي الرئيس وأتباعه من أحزاب الجوقة.
فبعضهم يحذّر من ألإنفجارات الشعبية القادمة وبعضهم ألآخر يسهب في تقديم النّصح لصاحب القول الفصل راجيا المسارعة بتعديل السياسات الإجتماعية.
وحده الرئيس في مجمل خطاباته الشحيحة والمتشنجة دوما يرى المستقبل وردي ومزهر من ذلك ماصرّح به في آخر مجلس وزاري حيث قال “سنعبر من اليأس إلى الامل..”!!!
عالم الرئيس غير عالمنا وواقعه غير واقعنا فحتّى مصاعب الحاضر النّابعة من عجز الدّولة وإفلاسها يرجعها إلى الإحتكار والمضاربين والاعمال “الشريرة” لمناهضي 25جويلية!!!`
يواصل الرئيس سردية سابقيه وتحديدا “حركة النهضة” التى أبدعت في إختلاق الذرائع للتغطية على جرائمها الإقتصادية والإجتماعيّة (وضع العصا في العجلة، التركة القديمة…)ويمعن في سياسات التّفقير والتْنكيل التّي تضع الحركة ألإجتماعيّة والشعبيّة أمام حقيقة واحدة هي النّهوض والمقاومة فهدوء هذه ألايّامّ هشّ وظرفي.