عمار عمروسية
يبدو أنّ المثل الشعبي “كلام الليل مدهون بالزبدة” ينطبق أيضا على تصريحات رئيس الجمهورية وبالأخصّ تلك المتعلّقة بالقطع مع النّظام ومحاسبة المفسدين ووضع حدّ لمعاناة المواطنات والمواطنين..
فجميع تلك الوعود والشعارات الجذّابة أخلت مكانها إلى وقإئع وضعت من جهة البلاد فى أتون الإفلاس المالي والإنهيار ألإقتصادي ومن جهة أخرى السّواد الاعظم من الشعب على مشارف الخصاصة والفقر.
فزعم القطع مع المنظومة ليس سوى إستمرارا بشعا لجميع الخيارات السياسيّة وإلإقتصادية وألإجتماعية للقديم،اكثر من ذلك فمسار 25جويلية من الزّواية الموضوعية إنقاذالتلك المنظومة وإنعاشا لها.
ومقاومة الفساد والمفسدين لم تتجاوز حدود المألوف من المسرحيات ألإستعراضية المألوفة في كلّ العهود ذلك أنْ تلك الآفة تمكنّنت من مفاصل الدّولة زيادة عن القدرات العحيبة للقائمين عليها على تغيّير الولاءات خدمة لكلْ قويْ جديد.
فالسياسات الاوطنية والاشعبية تحت حكم “قيس سعيد” إتّخذت أبعادا شديدة المخاطر على الحرّية والقوت.
والأنكى من هذا التّنكيل الحاصل مارشح من أخبار عن عزم السلطة القائمة الدّخول القريب في تسريع وتائر تطبيق إملاءات صندوق النّقد الدّولي والبنك العالمي القائمة على إلغاء صندوق الدّعم و خصخصة المنشآت والمؤوسسات العموميّة زيادة عن التّخفيض في كتلة الاجور.
أنباء هذه الخطوة الإستفزازيّة والمتهورة لايمكن بالمرّة الإستخفاف لا بمخاطرها ولا بصدقيتها وهو ماجعل اولاّ مفكّرا مثل “يوسف الصديق” ينطق في وجه “سعيد”قائلا “لست رحيما بشعبك…. والإنتفاضة قادمة…” وثانيا الامين العام للإتحاد العام التونسي للشغل يعجّل بالقول “البلاد مقبلة على ايّام صعبة ومهدّدة بالدّخول في دوامة خطيرة…”.
لاشكّ في انّ محنة الشعب ماضية نحو مزيد التّفاقم مع الحكم الشعبوي الاستبدادي الذي أخذ على عاتقه إنجاز ماعجزت حكومات النهضة وحلفائها عن تطبيقه غير أنّ مأزق الحكم قد يكون أكبر وأشدّ.
فاستقرار هذه الأيام هشّ وقد بدأت بعض معالمه تهتز تحت نذر العودة المحتشمة و المتفرقة للحراك الإجتماعي والشعبي في اكثر من مكان وقطاع.