أكّد رئيس جمعية الشفافية التونسية لمكافحة الرشوة والفساد عبد الواحد طراد أن ما يحصل في بن قردان هو أزمة مفتعلة من طرف ما أسماهم بحيتان التهريب في المنطقة في محاولة لتبييض أفعالهم وذلك عبر ترويج ما يحدث في الإعلام كأزمة تنمية وفقر ليس إلا، معتبرا تناول إحدى القنوات التلفزية الخاصة للموضوع، أول أمس، كان مجانبا للحقيقة مشيرا إلى أن المتدخلين في الملف أرجعوا ما يحدث في بن قردان إلى غياب التنمية وتنامي الفقر مؤكدا أن الأزمة الحقيقية في هذه المعتمدية هي أزمة تهريب.
وأضاف طراد في حواره لـ”التونسية” في عددها الصّادر اليوم السبت 05 أفريل 2014 أن حيتان التهريب يلومون مهدي جمعة، عند زيارته لبن قردان على اهتمامه بموضوعي التهريب والأمن محاولين تحويل المشكل إلى قضية تنمية وفقر مشيرا أن من يمتلك مليارا يعتبر فقيرا في بن قردان حسب تعبيره.
وأشار طراد إلى أن غلق المعبر لا يؤثر على أهالي بن قردان لأنه يستعمل في العمليات الجمركية القانونية بحيث أنه عندما تم إغلاقه اتجه المصدّرون إلى معبر ذهيبة أما المهرّبون فمازالوا يستعملون مسالكهم الخاصة، مشيرا إلى أن اقتصاد الجهة يرتكز على التجارة الموازية، جزء منها يمر عبر المعبر بأساليب ملتوية كالرشوة.
وأضاف رئيس جمعية الشفافية التونسية لمكافحة الرشوة والفساد أن البعض يتهم الأمنيين وأعوان الديوانة بالارتشاء لكن أعتقد أن هناك جزءا مرتشيا ولا شك في ذلك لكن هناك شق آخر، أي حوالي 40 بالمائة، مرغم على السكوت خوفا من بطشهم ( قروش التجارة الموازية)، داعيا الحكومة إلى حمايتهم مؤكدا أن مهدي جمعة عند زيارته لبن قردان وضع إصبعه على موطن الداء الذي ينهش اقتصاد الجهة من ناحية واقتصاد البلاد من ناحية أخرى عندما أكّد ضرورة مقاومة التهريب والتجارة الموازية.
واعتبر طراد ان إرادة مقاومة التهريب والتجارة الموازية هي السبب الحقيقي الذي يقف وراء ما يحدث في بلدة بن قردان.
قائلا إن الحل للحد من مشكلة التهريب والتجارة الموازية لن يكون إلا أمنيا وفي تطبيق القانون ومعالجة رأس الدا،ء داعيا الإعلام إلى عدم استضافة أشخاص ليست لهم دراية بالموضوع قد يسعون حسب تعبيره إلى تمرير رسائل مغالطة للرأي العام، والى عدم الانزلاق في تبييض أفعال بعض المجرمين.
ولم ينف عبد الواحد طراد وجود خلفيات سياسية وراء أحداث بن قردان يراد منها، حسب قوله، التشويش على عمل الحكومة لإظهارها كامتداد لفشل سابقاتها مؤكدا أن حرق مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببن قردان يأتي ضمن سيناريو تضخيم الأحداث ووسيلة ضغط على الحكومة الحالية مشيرا إلى أن الطرف الليبي أغلق المعبر بسبب المعاملة السيئة التي يتعرض لها الليبيون عند دخولهم مدينة بن قردان.