الجزء 7 من 7
ترجمة مرتضى العبيدي
36. يجب أن تكون أنشطة التشهير الاقتصادي والسياسي والتحريض والتنظيم مرتبطة بأسباب أهم المشاكل والتطورات وصياغة الشروط اللازمة لتحقيق الحلول الشاملة. إن تفسير كيفية تحقيق الأهداف قصيرة وطويلة المدى للعمال وتحررهم الكامل والمؤكد، من خلال أمثلة وتناقضات حقيقية وملموسة، ونقد الرأسمالية والدعاية للاشتراكية، لن يكون لها معنى ونجاح إلا إذا اقترن ذلك بنشاط تعليمي يؤدي إلى تقدم العمال، وقبل كل شيء قواهم المتقدمة، في جميع المجالات. وحتى يتمكن الحزب من القيام بنشاط ينهض بوعي وتنظيم ونضال الطبقة العاملة لكي تكون قادرة على الدفاع بشكل مقنع عن أسباب وحلول التطورات الوطنية والعالمية والمشاكل التي تواجه الطبقة العاملة، يجب أن تتكون من كوادر وهياكل مُشبعة بالنظرية الماركسية اللينينية.
37. يجب أن يصبح العمل الدعائي الذي يتناسب مع التشهير والتحريض الاقتصادي والسياسي، والذي ينتشر تدريجياً إلى قسم كبير من العمال، جزءًا أساسيًا من نشاطنا الحزبي وعملنا اليومي الذي يجب أن نؤديه دون انقطاع. بدون هذا يستحيل تطوّر العمال، وخاصة أقسامهم المتقدمة، حتى يصبحوا أعمدة الحزب. تمامًا مثل الأجزاء الأخرى من نشاطنا، يجب أن تستند دعايتنا – والدعاية للاشتراكية جزء أساسي منها – إلى مفاهيم ملموسة وحقائق حية ومحددة في ضوء النظرية الماركسية اللينينية. وإلا فإن الدعاية بشكل عام، وخاصة الدعاية للاشتراكية، ستتحول إلى معرفة أكاديمية متكررة، منفصلة عن الواقع؛ وستكون عودة إلى فترة الدعاية الشيوعية قبل الماركسية. ستكون خطوة إلى الوراء، وهذا العمل لن يسمح لنا بتحقيق أهدافنا.
38. يجب على حزب الطبقة العاملة أن يطور الصراع الطبقي في المجال الأيديولوجي. وهذا يعني معارضة أطروحات ومقاربات البرجوازية التي تسعى إلى تحويل نضال الطبقة العاملة والشعوب عن أهدافها الاستراتيجية المركزية؛ شرح الطابع المضاد للثورة للتحريفية والتروتسكية والاشتراكية الديموقراطية والانتهازية؛ نشر الأطروحات والمقاربات الماركسية اللينينية بين الطبقة العاملة والقوى المحركة للثورة. إن النضال ضد جميع أشكال الأيديولوجيات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة، ضد التيارات والتوجهات المعادية للماركسية؛ وكذلك نشر الماركسية اللينينية بشكل رئيسي بين العمال المتقدمين يُعَدّ أحد أبعاد نشاطنا الدعائي. تشكل الأنشطة التربوية بين العمال والكادحين وفئاتهم من النساء والشباب، مع إيلاء اهتمام خاص لاحتياجاتهم المختلفة من حيث المعرفة والوعي، عنصرا مكملا ومتدرّجا لعمل الحزب بين الجماهير.
39. الصحف والتلفزيون والمحطات الإذاعية، إلخ هي أيضًا أدوات للتنظيم والدعاية، مع أنشطة منتظمة على الساحة المحلية والوطنية؛ تعتبر البلاغات والمناشير والملصقات من أكثر الأدوات فعالية لنشاط التشهير والتحريض. كما أن الكراريس والكتب والمجلات هي أيضًا أدوات دعائية فعالة. كان من نتائج الثورة والتقدم العلمي والتكنولوجي تجديد الأساس التقني للإنتاج والنقل والاتصالات وتطوير أدوات جديدة. تمت إضافة التلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة واستخدام المنصات الرقمية إلى الهواتف اللاسلكية والخطوط الثابتة والراديو؛ تتحسن قدراتهم التقنية كل يوم وينتشر استخدامها. يجب على أحزابنا استخدام هذه التقنيات الحالية بكفاءة ومهنية، وكذلك الوسائل القديمة للنشر والتواصل، والتي هي نفسها وسائل التشهير والتحريض والدعاية. يجب توسيع وتطوير الوثائق المطبوعة للتحريض والدعاية مثل الصحف والمجلات والنشرات والكتب والملصقات باستخدام جميع الأساليب والوسائل المتاحة، ويجب أن يتمّ تفعيلها جنبا إلى جنب مع التحريض الشفوي والدعاية والتنظيم والمباشر بين الجماهير. لا يمكن للطرق الجديدة واستخدامها الفعال أن تحل محل عملنا بالمطبوعات والشفوي المتمثل في الكشف والتحريض والدعاية والتنظيم بين الجماهير، ولا المحاضرات والاجتماعات الجماعية والأنشطة الفردية والجماعية الأخرى. لا يمكن أن تكون هذه الوسائط الحديثة سببًا أو تعلّة لتجنب العمل الضروري بين الجماهير، كجزء واع من الطبقة من خلال حياتها العامة وعلاقاتها اليومية، من أجل تطوير العلاقات مع كل أقسامها واستخدام جميع الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك.
VI ـ العمل اليومي غير المنقطع الذي يقوم به الحزب
40. ذاك هو أحد الشروط التي لا غنى عنها للقيام بعمل ثوري دون انقطاع بين الجماهير في ظل أحلك ظروف القمع والإرهاب، وكذلك في الفترات التي تكون فيها الحركة في حالة صعود ثم تهدأ. إن العمل الثوري الذي يصر عليه لينين كثيرًا ليس فقط ما يتم تنفيذه خلال الفترات الثورية، بل أيضًا العمل الذي يتم تنفيذه عندما تتراجع الحركة، أو حتى تنهزم، وفي ظل ظروف من القمع والإرهاب أكثر ظلمة. يمكن أن يكون العمل الحزبي نشاطًا متواصلًا إذا استطاع جميع أعضاء الحزب ومنظماته تجديد أشكال العمل والتنظيم حسب الظروف، دون أن ينفصلوا عن الجماهير والبقاء صلبها مهما كانت صعوبة هذه الظروف. إلى جانب كونه شرطًا ضروريًا، فإن الخطوة الأولى أيضًا هي بناء أحزابنا على أساس منظمات / خلايا وحدات العمل، بشكل رئيسي في المصانع والمناجم والمؤسسات الزراعية وفي جميع القطاعات بدءًا من الصحة إلى التعليم ومن النقل إلى الاتصالات وجعل هذه المنظمات قاعدة الحزب.
41. يجب التعامل مع العمل الحزبي بين الجماهير كعنصر أساسي وكوسيلة لعملنا، ولا ينبغي اختزاله في التوزيع والقراءة والكتابة لمطبوعات الحزب مهما كانت دوريتها سواء كانت منتظمة أو غير منتظمة. إذا جمعت المنظمات القاعدية للحزب هذا العمل مع ذلك الذي يسمح بالاستخدام الفعال لجميع الوسائل والأساليب المكتوبة والمرئية والشفوية، مثل المنشورات والكتيبات والملصقات والصحف الجدارية والاجتماعات الضيقة والواسعة للعمال، إلخ، فقط عندما تتحقق هذه الوحدة دون انقطاع، وفقًا للشروط الملموسة وبطريقة تلبي احتياجات النضال، يمكن لعمل الحزب أن يكتسب طابع العمل اليومي متعدد الوظائف الذي من شأنه أن يرفع من مستوى الحزب ومستوى وعي الجماهير وتنظيمها ونضالها. هناك شرط آخر للتوسع التدريجي غير المنقطع واليومي والمتعدد الوظائف للعمل الحزبي بين الجماهير وهو أن المنظمات القاعدية والأعضاء في المصانع والمناجم والشركات الزراعية والمؤسسات، إلخ يجب أن يكون لديهم تقسيم مناسب للعمل، حيث يقومون بتعبئة الحلقات الحزبية والعلاقات الأخرى بطريقة منظمة من خلال تحديد المهام والوظائف وفقًا لقدرات كل منهم، واستخدام جميع الأدوات المركزية والمحلية بطريقة متناغمة وفعالة.
42. إن ظروف الصراع الطبقي، الصراع المستمر بين البرجوازية والبروليتاريا، تتغير وفقًا للعديد من العوامل والتطورات على الصعيدين الوطني والدولي، وستستمر في ذلك في المستقبل. يجب أن يكون للحزب القدرة على التصرف في أي موقف، لتطوير وسائل وأشكال العمل والنضال من أجل الحفاظ على تأثيره على الحركة الجماهيرية والحياة السياسية للبلاد؛ يجب أن يعرف كيفية الجمع بين جميع أشكال النضال والعمل القانوني وغير القانوني وفقًا للشروط الملموسة التي يعمل فيها. يجب أن يكون الحزب، من أكثر الظروف ديمقراطية إلى أحلك سنوات الرجعية، من فترات ازدهار الحركة إلى فترات تراجعها وهزيمتها، في جميع الظروف، بين الجماهير، وهو ملزم بتطوير أشكال النضال ووسائله، للقيام بأعمال يومية متواصلة تصل إلى أوسع قطاعات الجماهير الممكنة بكل الوسائل. ويتطلب تحقيق هذا الجانب توحيد الأساليب الشرعية وغير الشرعية وأشكال ووسائل العمل المختلفة كالمطبوعات بجميع أنواعها والمشاركة في الانتخابات والنضال النيابي وفق شروط تشارك فيها كل المنظمات وكل مستوى من مستويات الحزب، من منظماته القاعدية إلى أعلى هياكله، والتطوير المستمر لهذه العلاقة من خلال التجديد وفقًا للظروف المتغيرة. يجب على أحزابنا، في جميع الظروف، بما في ذلك في الجمهوريات الديمقراطية البرجوازية، أن تدير عملها بطريقة تجعل العدو الطبقي وأجهزة السلطة تصل إلى أقل قدر ممكن من المعطيات حول المنظمات والعلاقات الحزبية. وهذا ضروري ليس فقط للتقليل من الخسائر الناجمة عن هجمات الديكتاتورية، والتي تبقى محتملة أو تتفاقم في المستقبل، ولكن أيضًا لصد هجمات الرأسماليين مثل تسريح العمال وما إلى ذلك، وبناء منظمات دائمة وقوية. يتطلب توحيد طريقة وشكل ووسائل العمل الحزبي بالشكل المناسب تحت جميع الظروف تنظيم العمل الجماعي على أساس تقسيم العمل في الأجهزة العليا للحزب وكذلك في منظماته القاعدية. إن إنشاء التنظيمات الحزبية حيثما وجدت الجماهير، وفي المقام الأول في المصانع الكبرى، ليس فقط شرطًا من الشروط الأساسية للقيام بنشاط مستمر بينها، والاندماج فيها، وبالتالي تحديد أوضاعها بدقة، ومراقبة حالتها الذهنية بشكل فعال من أجل صياغة التكتيكات الصحيحة، ولكن أيضًا تلك الخاصة بصد هجمات العدو والقدرة على تنفيذ العمل في ظل أقسى الظروف.
الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية
ماي 2022