بقلم بابلو ميرندا
ترجمة مرتضى العبيدي
ولكن دعونا نأخذ الأمور خطوة بخطوة.
كيف يمكننا جلب أكثر العناصر وأفضلها؟ يبدو الأمر كما لو أن أحدكم يريد أن يكون لديه صديقة، أو رفيقة تريد أن يكون لديها صديق. ماذا تفعل، تركز الاهتمام على الشخص المختار، وتنشئ خطوط اتصال، للحوار والإقناع، وبمجرد أن يحصل ذلك، وتقدّر أنه الشخص المناسب، تحاول الحفاظ عليه لوقت طويل. هذا ما يتعين علينا القيام به لجلب نشطاء جدد إلى الحزب، والبحث بين المناضلين الاجتماعيين الذين هم الأكثر تصميمًا، والأكثر شجاعة، وليس الانتهازيين؛ بين الناس الذين يفهمون أفكارنا بشكل أفضل، قضية الثورة والشيوعية. يجب ألا نجند الأكثر تخلفا، أولئك الصامتون، والذين لا يتحدثون بل يصفقون لك أحيانا. علينا أن نبحث عن الأذكى، أولئك الذين يريدون حقًا الكفاح من أجل مصالحهم في البداية، وهم كثيرون؛ لذا وجب أن تكون عيون الشيوعيين وآذانهم مفتوحة لالتقاط هؤلاء.
إننا في الحزب نؤكد دائما على ما يلي: إن انتداب مناضلين جدد لصفوف الحزب هو مهمة جميع الشيوعيين، فهي ليست مهمة رفيق واحدًا أن يكون متخصصًا وجيدًا في الاستقطاب، بل هي مهمتنا جميعا. وهذا السبب هو الذي يجعلنا نقول إن الشيوعي هو قائد للثورة، وهو زعيم للشعب، وهو زعيم للشباب، ولهذا يصبح محل ثقة الكثير من الأشخاص، وكثير آخرين يعتبرونه مرجعا فينصتون إلى خطابه ويرافقونه في المعركة. علينا فهم هذا الأمر جيدا.
يجب أن نجعل حزبنا مرئيًا للجماهير وللمناضلين الاجتماعيين بصفة خاصة، كيف؟ إن الأداة الأكثر مباشرة، والتي هي دائمًا في متناول اليد هي صحيفة “إلى الأمام”، وهي تصدر كل أسبوع. وعلى الرغم من أن الكثير من الرفاق لا يمنحونها ما تستحق من عناية، فإن قيادة الحزب تبذل جهدًا غير عادي للحفاظ عليها. نعلم جميعًا أن الصحيفة تعمل قبل كل شيء على توحيد الحزب بأكمله في السياسة. في الصحيفة، هناك سياسة ثورية، تحليل اللجنة المركزية لأحداث الأسبوع، حول القضايا الدولية والوطنية، أي التحليل الماركسي اللينيني للوضع الملموس.
هذا ما توفره الصحيفة لعمل المناضلين، للتوجه للجماهير، وعن آفاق العمل على المدى القريب والمتوسط. فالجريدة مفيدة وضرورية ولكن ليس فقط بالنسبة لنا، بل يجب أن تصل إلى المناضلين الاجتماعيين وإلى الجماهير، ولهذا نقول إن الصحيفة هي محرض جماعي وداعية جماعي. فإذا تمكنا من إدخال الصحيفة إلى قطاع اجتماعي، وإذا أصبح الناس يرونها بشكل طبيعي، فيمكننا أن نتحمل مسؤولية أن نقول لرفاق النقابة، أو الجمعية، أو اللجنة، هل قرأت الصحيفة، هل تعجبك الصحيفة، هل تحبها؟ هل تريد معرفة المزيد عما تقوله الصحيفة، هل يمكننا تنظيم أنفسنا في حلقة قراء للجريدة؟ أعتقد أن بعضهم سيقول نعم يا صاح، سجلني؛ عندها يمكننا تنظيمهم ومناقشة السياسة الثورية معهم. هذه بعض الأمثلة عن كيفية استخدام الجريدة مع الأقسام المتقدمة من الجماهير.
هنالك أداة أخرى، أكثر أهمية من الصحيفة، ولكنها تحتاج إلى الصحيفة لإنجاز مهامها، هي المناضل الشيوعي نفسه، المناضل الذي يبذل الجهود بين الجماهير ويتلقى اعترافًا بنضاليته من بقية أعضاء النقابة، أو اللجنة أو الجمعية على أنه مقاتل، وهو مقاتل كبير، وأنه مقاتل من أجل الجماهير، وأنه رفيق لا يساوم، وهو ثابت في النضال. إن هذا العمل المباشر للمناضل الشيوعي هو الذي يساعدنا على تأكيد ما تقوله الصحيفة، وما يطوره الحزب، وهو ما يسهّل مهمة الانتداب. فالشيوعي الذي يناضل داخل الخلية، والرفيق المنتمي إلى نواة المرشحين للعضوية والرفيق العضو في اللجنة المحلية أو الجهوية بل والرفيق العضو في اللجنة المركزية للحزب، جميعهم مطالبون بمباشرة مهمة الانتداب. لا يمكن لأي كان أن يقتصر على طلب ذلك من الآخرين وكأنه غير معني بالأمر. يجب على الجميع مباشرة مهمات الاستقطاب والانتداب من أجل تعزيز الحزب وإثبات في الواقع أنه من الممكن الإيفاء بهذه المهمة. يُعدّ الانتداب مهمة الجميع بما في ذلك القيادات الوطنية والجهوية للمنظمات الجماهيرية، بما في ذلك رفاق هذه المنظمات، بما في ذلك الرفاق الذين يؤدون مهام خاصة، يجب علينا جميعًا أن نباشر هذه المهمة الحيوية.
أيها الرفاق، كيف يمكننا الفوز بالشيوعيين الجدد؟ الخطوة الأولى: إقناعهم بأن الحزب هو مكانهم الطبيعي، فهو أداة النضال من أجل التغيير الاجتماعي. هنا، يمكنهم النضال من أجل تحقيق مصالحهم وتطلعاتهم. الخطوة الثانية: تنظيمهم، يجب ألا نعمل على الفوز بشخص واحد للحزب. يجب أن نتجاوز العمل الفردي، والمرور من الناشط إلى المناضل الاجتماعي؛ يجب أن نعمل بجرأة، والتعامل مع 4 ، 5 ، 10 رفاق ونقوم بتنظيمهم، ونقنعهم بأن يكونوا جزءًا مما نسميه نواة المرشحين لعضوية الحزب. الخطوة الثالثة: بمجرد تنظيمهم في النواة، يجب أن يتعلم هؤلاء الأعضاء بأنفسهم سياسة الحزب، بمساعدة الشيوعي الذي يرافقهم يمكنهم فهم ما هو الحزب، وما هي الثورة، وما هي الاشتراكية وما هو دورهم. نحن لا ننظمهم لتناول فنجان من القهوة، ولا للذهاب إلى حفلة رقص، أو لوضع مساهمة لتناول مشروب صغير، بل ننظمهم … للحزب الشيوعي. وبالتالي فإن الشيوعي ملزم بتمكينهم من النظرية والممارسة الشيوعية.
نقول للرفاق، وهذا مدوّن في مواثيقنا، إن نواة المرشحين لعضوية الحزب ضرورية، لكن لا يمكننا تحمل ترف تنظيمهم كمرشحين لمدة 3 أو حتى 4 سنوات، أو 6 أو 8 أشهر، فجأة يتملكهم الإحباط ويبتعدون. فالآجال، كما تعلمون رفاقي، محدّدة في النصوص. فالمناضلين الاجتماعيين من الطبقة العاملة، والفلاحين، يخضعون لفترة ترشيح تدوم 3 أشهر، والمناضلون الاجتماعيون القادمون من أوساط المستقلين والمثقفين والشباب 4 أشهر. هناك تمييز منطقي، لأن العمال والفلاحين لديهم وضع اجتماعي واقتصادي يسمح لهم بفهم الأيديولوجيا الشيوعية بسرعة أكبر. يجب أن نقيّم ما يجري مع هذه المجموعة من المرشحين، على أن يتم هذا التقييم من الناحية النظرية وفي الممارسة العملية. وكما هو مبيّن في النصوص، فبمجرد مرور فترة الترشيح، تقوم الخلية بتقييم مدى تقدم الرفيق. هل أصبح لديه بالفعل الشروط الأساسية ليصبح عضوًا في حزب البروليتاريا؟ وهو ما يعني، هل يتبنى البرنامج والخط السياسي والنظام الداخلي للحزب؟ هل يشارك في الصراع الاجتماعي الذي يقوده الحزب أو يساهم فيه؟ هل يقدّم مساهمة مالية لتمويل نشاط الحزب؟ إذا كان هذا هو الحال، فقد حقق بالفعل الشروط الأساسية والضرورية، لذلك وجب علينا ضمّه إلى صفوف حزب البروليتاريا. نقول أيضًا إن المرور من وضعية الترشيح إلى وضعية العضوية ليس أمرا عاديا ولا يجب التعامل معه كذلك، بل يجب أن يُحظى بالأهمية اللازمة من مختلف الهياكل، من الخلية الى اللجان المعنية. يجب أن ننظم بالمناسبة حدثًا مهمًا سياسيًا وأيديولوجيًا. فحدث التحاق مناضل ما بحزب البروليتاريا هو لحظة مفصلية في حياة المناضل الجديد الذي يضع مهاراته وذكاءه ووقته في خدمة تنظيم الثورة الإكوادورية. إنه ليس عملاً رسميًا، ولكنه فعل رمزي يغير حياة الشيوعي الجديد بشكل كبير.
حسنًا، حتى الآن، لدينا شيوعيون جدد. لكن لا يمكننا أن نفكر، أيها الرفاق، أن المناضل الاجتماعي الذي يلتزم بالحزب يعرف بالفعل ما هي الشيوعية، يعرف بالفعل ما هي الثورة، وكيف تتم. إنه يفهم تمامًا مسؤولياته وحقوقه. حتى نحن، الناشطين القدامى، لم نكن نعرف جيدا كيف يتم اداء هذه المسؤوليات. من الواضح لكل واحد منا، نحن الشيوعيين القدامى، أننا أصبحنا شيوعيين في الحزب، ومن خلال ممارسته الثورية.
(يتبع)