وجّهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مذكرة إلى الأحزاب الثورة والتقدميّة في المنطقة العربية وفي العالم حول حرب الإبادة التي تنفذها قوّات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
وهذا نصها:
الرفاق،
تحية كفاحية
شهد قطاع غزة منذ العام 2007 حصارا شديدا وغير قانوني يفرض فيه الاحتلال سيطرته الكاملة على المعابر البرية والبحرية والجوية مما تسبب بأزمة إنسانية حادة، وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة تصعيدا غير مسبوق لجرائم الاحتلال شملت اقتحامات متكررة للقدس والضفة الفلسطينية والمقدسات الفلسطينية الإسلامية والمسيحية، أدت الى عمليات قتل للمدنيين بدم بارد، واعتقالات تعسفية طالت الأطفال والنساء، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي بالإضافة الى زيادة وتيرة الاستيطان والاستمرار في حصار قطاع غزة.
والآن يتعرض سكان قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل إلى جريمة مروعة ترقى إلى مستوى جرائم حرب الإبادة، وجرائم ضد الإنسانية، هدمت فيها أحياء سكنية كاملة تضم آلاف المنازل والأبراج السكنية، وارتكاب مجازر قتل بحق مئات العائلات الفلسطينية، وتشريد نحو نصف سكان غزة من بيوتهم ومنازلهم.
وفي الوقت التي كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد قتلت آلاف المواطنين في غزة خلال خمس حروب متعددة ومتتالية على القطاع (2008-2014-2018-2021-2022)، فإنها حتى اللحظة قتلت في غزة أكثر من 3000 فلسطيني بينهم نحو 500 طفل وتسعة آلاف جريح ومصاب وما زالت تقصف المدنيين والممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية، فضلا عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن القطاع. كما قتل الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الفلسطينية خلال أسبوع واحد أكثر من54 فلسطينيا وأكثر من 1100 جريح.
واليوم فإن الكيان الإسرائيلي كشف عن مخطط قديم- جديد يستهدف تهجير أهلنا في قطاع غزة باتجاه مصر في عملية ترانسفير وجريمة كبرى تعيد الى الاذهان نكبة عام 1948، ولكن شعبنا سيبقى ثابت على ارضه يقاوم الاحتلال بكل الوسائل والاشكال وإذا كان لأحد ان يخرج من أرض فلسطين فهو الاحتلال الصهيوني.
إن الاحتلال الإسرائيلي وبعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية يقومون بحملة إعلامية ممنهجة واسعة النطاق لخداع الرأي العام العالمي وتزييف الحقائق حول ما تقوم به “إسرائيل” من حرب إبادة بحق المدنيين الفلسطينيين ويصورون الكيان الإسرائيلي بأنه الضحية ويتعرض للقتل في الوقت الذي انكشفت فيه أساليبهم المخادعة بنشر صور أطفال جرحى من غزة على أنهم أطفال إسرائيليين ليتضح أنهم لا يملكون أي دليل على أن المقاومة الفلسطينية قتلت أطفال إسرائيليين.
إن عملية طوفان الأقصى جاءت ردا ودفاعا عن حقوق وكرامة شعبنا الذي يعاني من أطول احتلال في التاريخ، والذي يتعرض كل يوم للإرهاب والقتل والاعتقال على يد مجرمي الحرب في كيان العدو الإسرائيلي، وقد أكدت معركة طوفان الأقصى هشاشة قوات الاحتلال التي فقدت هيبتها امام العالم أجمع.
ان شعبنا يطالب كل الاحرار والشرفاء في العالم بالتدخل الفوري والجاد لوقف الجرائم الصهيونية بحق السكان المدنيين في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، كما ندعو إلى ممارسة اقصى الضغوط على كيان الاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى ووقف الاستيطان ووقف حرب الإبادة والمجازر الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال.
ونطالب بضمان توفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني وفقا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف كما نطالب المحاكم الدولية لا سيما محكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق في الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال.
وندعو إلى فضح الدعاية الإسرائيلية التي تلقى دعما في الأوساط الإعلامية الغربية، وندعو لدحض الروايات المخادعة للإعلام الصهيوني وبعض الصحافيين والإعلاميين في العديد من البلدان الغربية الذين يروجون الرواية الصهيونية المزيفة للحقيقة.
ان شعبنا الصامد على أرض فلسطين يواجه اليوم حرب إبادة تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية التي أصبحت شريكا وطرفا يقود هذا العدوان المدعوم أيضا وبشكل سافر من بعض الدول الغربية التي تسعى لحماية الكيان الصهيوني واستمرار احتلاله لأرضنا وبلادنا.
ان شعبنا البطل شعب الأحرار والشهداء لن يركع ولن يتراجع وسيواصل الكفاح والمقاومة حتى يتم استرجاع كامل حقوقه الوطنية الثابتة وبناء دولته المستقلة على أرض فلسطين.
إن وقف العدوان الصهيوني وحرب الإبادة وتهجير السكان واجب كل الشرفاء والأحرار في العالم. ونحن على ثقة بأنكم ستدعمون شعبنا وقضيتنا العادلة.
مع أعمق تحياتنا
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين