جيلاني الهمامي
تقرر منذ بدأت الحرب الصهيونية على غزة واندلعت إثرها الاحتجاجات والمسيرات الشعبية والوقفات أمام سفارة فرنسا بالعاصمة، أن يقع منع جولان المترو الخفيف ما بين محطة ساحة برشلونة ومحطة البساج بالعاصمة وذلك بغاية عدم “ازعاج” سفارة فرنسا التي يمرّ خط المترو أمامها.
ومن غير المعلوم ما إذا كان هذا القرار جاء استجابة لطلب من السلط الفرنسية وسفارتها بتونس التي شهدت عدة وقفات احتجاجية على خلفية الموقف الفرنسي الرسمي المنحاز صراحة إلى جانب الكيان الصهيوني والمساند لحرب الإبادة التي تدمّر غزة منذ أكثر من شهر أم هو مبادرة تلقائية من السلطة التونسية القصد منها تقديم شواهد الإخلاص للأسياد الفرنسيين.
لكن الأكيد أنّ هذا القرار الذي يحرص على أمن وراحة بال السفارة والعاملين فيها لم يأخذ في الاعتبار مصلحة التونسيين الذين يعانون الأمرّين في مجال النقل، وهو بلا شك قرار سيكلفهم أتعاب إضافية للتنقل بين محطات النقل الكبرى وسط العاصمة.
أحد المواطنين علّق اليوم السبت 11 نوفمبر حينما كنا نتأهب لانطلاق المسيرة التي نظمتها اللجنة الوطنية لدعم الانتفاضة، على هذه الوضعية، أي تعطّل المترو بين المحطتين، بالقول “انتم ترفعون شعار الشعب يريد تحرير فلسطين أ ليس من الأجدر أن ترفعوا شعار تحرير تونس” في إشارة منه إلى أنّ هذا القرار إنما مغزاه أنّ فرنسا التي استعمرتنا لأكثر من 75 سنة مازال مقر المقيم العام أي السفارة الفرنسية اليوم هو مصدر القرارات للتحكم في سير أبسط الأمور في بلادنا.
وصحّ شعار فرنسا هي هي فرنسا استعمارية.