جيلاني الهمامي
هكذا يتحدث الوزير الأول أحمد الحشاني عن تونس وعن رئيس الدولة. فيض عواطف قلّما برهن عنه مسؤول في الدولة وبالتحديد رئيس حكومة.
عرض السيد أحمد الحشاني على البرلمان سلسلة الإنجازات التي حققتها حكومته ومن أبرزها بطاقة التعريف البيومترية وجواز السفر البيومتري هذين الوثيقتين التي جرى عليهما العمل منذ سنوات وكان سيقع الإعلان عن الانتهاء من العمل عليهما منذ مدة وتأجل ذلك لأسباب غير معلومة. ما يعني في الحقيقة أن لا فضل لحكومته في هذا الإنجاز إن كان يجوز أصلا اعتبارهما إنجازا.
ثاني الإنجازات التخفيض في نسبة التضخم إلى 8،6% في شهر أكتوبر. وبعيدا عن التشكيك في صحة هذا الرقم وفي طريقة احتسابه كان من الأجدر بالسيد الحشاني الاعتراف بأنّ هذا الرقم لا يمكن اعتباره مفخرة ولا حتى النزول به من 9 في شهر سبتمبر إلى 8،6 في أكتوبر، هذا علاوة على أنه تحاشى الدخول في تفاصيل هذه النسبة خشية أن يقول لعموم التونسيين إنّ نسبة التضخم بالنسبة للمواد الغذائية هي أكثر من 13%.
ثالث إنجازات حكومته هي بلوغ مدخرات البنك المركزي من العملة الصعبة ما يغطي 110 يوما من الواردات، وتجنب توضيح الأسباب الكامنة وراء ذلك حتى وإن أشار إلى تحسن مداخيل قطاع السياحة والتحويلات المالية للتونسيين بالخارج. ويبدو أنه نسي الإشارة إلى القرض والهبة السعوديين اللذين ساعدا فيما ساعدا على تسديد ديون تونس طيلة أشهر الصيف الماضي والخريف الحالي.
أردت أن أقول للسيد الحشاني أنّ هذا الإنجاز لا يُعد في الحقيقة إنجازا لأنه لم يأت نتيجة تحسن في الإنتاج أو في الصادرات من المواد المصنعة وشبه المصنعة وإنما حصل نتيجة تحسن قطاع هش هو السياحة وظاهرة ظرفية هي عودة التونسيين بالخارج خلال فصل العطلة.
منجزات كثيرة عدّدها السيد الحشاني وهي منجزات وهمية بما أنّ البلاد ماتزال في أزمة خانقة.
منجزات سنعود إلى نقاشها وإماطة اللثام عما فيها من صحيح ومن “منفوخ” فيه.
على فكرة السيد الحشاني منزعج ممّن يتحدثون عن أزمة في تونس.