جيلاني الهمامي
صدر عن “الديوان للنشر” Diwen Editions كتاب جديد بعنوان “le pouvoir d’un seul” ما يمكن ترجمته “سلطة فرد” من تأليف عدد من الشخصيات التونسية المعروفة في حقل النشاط السياسي والنضال الحقوقي والجمعياتي، جامعيون وخبراء اقتصاديون وصحافيون بإشراف الجامعي حمادي الرديسي. من هؤلاء أذكر على سبيل المثال لا الحصر سناء بن عاشور ولطفي بن عيسى وحفيظة شقير وعبد الكريم الحيزاوي والصحبي الخلفاوي وسلسبيل القليبي وزياد كريشان وغيرهم.
هذا الكتاب كان من المنتظر أن يصدر شهر جانفي الماضي، غير أنّ الضغوط التي مارستها السلطة على عملية النشر أدّت إلى تأجيل ذلك إلى شهر جوان. وعُدّ ذلك انتصار على مساعي تكميم الأفواه وحجب الكلمة الحرة ومنع كل ما يشتمّ منه انتقادا أو حتى مجرد نقد للسلطة ورموزها.
ولم يقف الضغط عند هذا الحد بل استمر. وجرت محاولة منع حفل توقيع الكتاب في مكتبة “الكتاب” وفشلت المحاولة. ويجري الآن التضييق على بيع هذا الكتاب.
تضمن الكتاب إلى جانب المقدمة بقلم حمادي الرديسي باللغة الفرنسية ستة أقسام
الأول: الشعبوية بين الديمقراطية والدكتاتورية
الثاني: القانون كإرادة للفرد
الثالث: دين الدولة دين الأمة
الرابع: الهيمنة على المجال الإعلامي
الخامس: شعبوية دون شعب
السادس: سياق غير متحكم فيه.
وعلى هذه الأقسام الستة تتوزع ستة عشر مقالا بالفرنسية عدا مقال وحيد بالعربية للسيد حاتم شقرون بعنوان “في إعادة إنتاج استراتيجية “التمكين” في الإدارة العمومية بعد 25 جويلية 2021″.
نقتطف من هذا المقال ومن الفقرة بعنوان “من التمكين الإداري إلى المحاصصة الحزبية للإدارة” ما يلي:
“منذ 14 جانفي 2011 كانت الإدارة التونسية مجالا للصراع السياسي وكان الشعار الذي رفعته مختلف النخب السياسية هو “تحييد الإدارة” كردة فعل على عقدين ونيف من تماهي الإدارة مع الحزب الحاكم، لكن هذا الشعار عرف صعوبة في التجسيد بحكم صعوبة التغيير الفوري لعقيدة الموظف من جهة ومن أخرى فإنّ النخب السياسية ليس لها رغبة في تجسيد حياد الإدارة خوفا من ارتداداتها للبعض ومحاولة لاستغلالها من البعض الآخر.”