جيلاني الهمامي
ضمن قائمة الأسيرات المسرّحات اليوم السبت 25 نوفمبر 2023 من قبل الكيان الصهيوني في إطار صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة والعدو ورد اسم الأسيرة المحكوم عليها بأطول مدة سجن، الفلسطينية شروق دويات.
اعتقلت شروق يوم 7 أكتوبر 2015 في القدس. كانت شروق يومها دخلت المسجد الأقصى وصلّت فيه وقامت بجولة في أرجائه ولم تكن تعلم البتة أنّ يومئذ سيقع اعتقالها. فإثر مناوشات جدّت بشكل مفاجئ بين عدد من الفلسطينيين وقطيع من المستوطنين اقتحموا باحة المسجد تم الاعتداء عليها بالعنف وأطلق عليها الرصاص ولم تصحو من غيبوبتها إلا لتجد نفسها في مستشفى تابع للكيان الصهيوني.
أحيلت شروق على المحكمة ولم يسمح لأهلها بزيارتها طوال مدة وجودها بالمستشفى وحتى بالسجن قبل محاكمتها.
يوم محاكمتها جيء لها بشهود من المستوطنين الذين اعتدوا عليها في ساحة المسجد وبناء على شهادتهم حكم عليها بستة عشر (16) سنة سجنا وهي أطول حكم على شابة كان عمرها آنذاك ستة عشر (16) عاما فقط.
وبعد أكثر من ثمان سنوات يفرج عنها ضمن قائمة تضم 39 أسيرة وأسير منهم عدد من الأطفال في إطار صفقة تبادل الأسرى.
من سخرية التاريخ أن تعتقل شروق وهي ماتزال في السنة 16 من عمرها وأن يحكم عليها يومها بـ 16 سنة. هكذا أراد الحاكم الصهيوني أن تقترن الأرقام بهذا الشكل لتنال شروق وسام الأسيرة الأطول مدة في الاسر.
ومن إنصاف التاريخ أن تعتقل شروق يوم 7 أكتوبر نفس تاريخ العملية البطولية للمقاومة الفلسطينية المسلحة في غلاف غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة. هكذا أراد التاريخ أن يكون يوم اعتقالها هو نفس اليوم الذي بدأت المقاومة تخط معالم الطريق إلى فك أسرها وإطلاق سراحها.
تاريخ 7 أكتوبر هو أسعد يوم في نظر شروق.
وهو اليوم الذي خطت فيه المقاومة المسلحة الأحرف الأولى لمسار جديد في تاريخ القضية الفلسطينية على درب التحرير.
يوم 7 أكتوبر أخذ الامل في التحرير معنى حقيقيا لا يضاهيه في رمزيته ومعناه إلا يوم غرة جانفي 1965 يوم تنفيذ عملية عيلبون الشهيرة التي كانت البلاغ الأول في الإعلان عن قيام حركة التحرير الوطني الفلسطيني المسلحة.
وإنها لثورة حتى النصر