جيلاني الهمامي
قابور ماتي Gabor Maté يهودي أفلت بأعجوبة من المحرقة النازية ذلك أن أمه حين وضعته أودعته لدى عائلة مسيحية حتى لا يتفطن له البوليس السياسي النازي القيستابو gestapo أو عصابات ميليشيا les SS النازية.
هو الآن طبيب كندي من أصل مجري يهودي الديانة مختص وخبير معترف به في معالجة الإدمان les addictions ومعروف بنظريته المتعلقة بارتباط الصحة البدنية بالصحة العقلية. حاول في كتابه، الاكثر مبيعا، بعنوان “عالم الاشباح الجائعة” اثبات أن مصدر جميع أنواع الإدمان هو الصدمات والفراغ العاطفي في بيئة الطفولة المبكرة ولا علاقة له بالجينات. وقد طور طريقة خاصة لمعالجة الإدمان نفسيا تسمى “البحث الرحيم” l’enquête compatissante.
كان في المدة الأخيرة ضيفا على حصة تلفزية في إحدى القنوات البريطانية Talk tv وتمحور الحديث معه حول الحرب الصهيونية على غزّة. وكان لتصريحاته الشجاعة تأثير كبير في الراي العام البريطاني واثار جدلا واسعا لأنه تجاسر على قول الحقيقة، حيث صرح أنه كان صهيونيا وكان يعتقد أن “إسرائيل” هي فعلا موطن لليهود وفق ما تروّجه الدعاية الصهيونية. ولكنه غير موقفه بعد أن عاين حقيقة الوضع في فلسطين المحتلة بعد زيارة قام بها في المدة الأخيرة. وهو يعتبر أن الكيان الصهيوني تأسس بأعمال القتل والتهجير القسري للفلسطينيين من أراضهم. وشدد قابور على القناعة التي حصلت عنده حول حقيقة الاحتلال الصهيوني بعد الزيارة التي قام بها للأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال انه بعد أسبوعين من عودته من هناك لا يكف عن البكاء يوميا بكاء مرّا عما شاهده هناك. لذلك قال قد حان الوقت كي يوضع حد للاحتلال وأن يعود الفلسطينيون إلى أراضيهم التي افتكت منهم.
لقد أبلى قابور ماتي، حسبما نقلته وسائل الإعلام العالمية، البلاء الحسن في الرد على الصحفي البريطاني الشهير بيرس مورقن الذي حاول بكل الطرق حصر الموضوع في انطلاق “طوفان الأقصى” واحداث العملية العسكرية الخاطفة التي قامت بها المقاومة. من ذلك أنه واجهه بالقول أن برنامج حزب الليكود الصهيوني لا يعترف أصلا بوجود فلسطينيين. وحتى يفحمه قال له “بيرس، عليك أن تذهب إلى غزة وترى هذا بنفسك، كما فعلت أنا، وستبكي كل يوم لمدة أسبوعين من رعب ما ستراه” وختم حديثة للقناة البريطانية “هذا الظلم لا يمكن أن يستمر طويلا”.