التأمت الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية في دورتها الثامنة والعشرين بالمكسيك في نهاية شهر نوفمبر المنقضي بحضور الأحزاب القادمة من القارّات الأربع. وتدارست تطوّر الأوضاع الدولية المتّسمة باحتداد أزمة النظام الرأسمالي الامبريالي التي تسعى الأوليغارشيات المتحكّمة فيه إلى تحميل أعباء الأزمة للطبقة العاملة وعموم الكادحين في مختلف أصقاع العالم. كما يتّسم الوضع باحتداد الصّراع بين القوى الامبريالية والذي يتمظهر في المواجهات العسكريّة المباشرة كالحرب في أوكرانيا أو الحروب المحلّية والإقليمية كما في اليمن وسوريا وفي عديد المناطق الافريقيّة حيث تقوم الجماعات الإرهابية ذات الخلفيّة الدينيّة ببثّ الفوضى وزعزعة الاستقرار لتوفّر الذّريعة لتدخّل القوى الامبريالية التقليديّة منها والحديثة بدعوى مقاومة الإرهاب.
وقد استحوذ العدوان السّافر للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني على جزء مهمّ من أشغال الندوة التي خصّته بمقرّر خاص (تجدون نصّه أسفل هذا)، حيّت فيه شعوب العالم على وقفتها الحازمة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة للاحتلال رغم ما أنفقته وتنفقه آلة الدعاية الامبريالية الصهيونية من أموال طائلة من أجل قلب الحقائق وإعلاء سردية المظلومية الصهيونية وتقديم أصحاب الحق على أنهم إرهابيون. ودعت هذه الشعوب إلى مواصلة اليقظة والضغط على حكوماتها من أجل اتخاذ الإجراءات الكفيلة بكفّ العدوان على غزة ووقف الحرب الإجرامية على الشعب الفلسطيني على كامل تراب فلسطين. وتوجهت الندوة بصفة خاصة إلى عمال العالم من أجل تطوير أشكال المساندة وتنويعها بدعوتهم إلى مقاطعة البواخر الحاملة للعلم الصّهيوني والمتّجهة نحو فلسطين المحتلّة، وهي في هذه الأيام محمّلة أساسا بالأسلحة وبقِطع الغيار الحربية التي تستعمل في أعمال الإبادة الجماعية والتهجير القسري الذي يسعى إليه الكيان الصهيوني. وأكّد البيان في الختام أنّ « أيّ “حل” لا ينهي احتلال الأراضي الفلسطينية، ولا يعترف بالحقوق الوطنية للفلسطينيّين، بما في ذلك الحقّ في تقرير المصير حتى تشكيل الدولة المستقلة، لا يؤدّي إلا إلى تبرير استمرار الاحتلال والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ».
بيان الندوة للتضامن مع الشعب الفلسطيني
بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، شنّت دولة إسرائيل الصهيونية بقيادة حكومة نتنياهو الفاشية، قصفا إرهابيا بقوّاتها العسكرية القويّة على قطاع غزة والضفّة الغربية، ممّا أسفر عن مقتل حوالي 15 ألف فلسطيني، ثُلثاهم من الأطفال والنساء.
بدعم سياسي ودعائي وعسكري من الإمبريالية الأمريكية والقوى الإمبريالية والرأسمالية الأخرى مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليابان وكندا وأستراليا والهند وغيرها، دمّرت الدولة الصّهيونية وألحقت أضرارًا بحوالي 45% من المنازل في قطاع غزة، وكذلك المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية، وفرضت حصارا شاملا، ممّا أدّى إلى حرمان السكان من الماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء.
إنّ هذا الهجوم الإجرامي ليس سوى الفصل الأخير في أكثر من 70 عامًا من احتلال واستعمار الأراضي الفلسطينية، وطرد الملايين من منازلهم، وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية، ونظام الفصل العنصري الوحشي الذي يتّسم بالعنصرية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، قتل وسجن المناضلين الفلسطينيين من أجل الحرية، بينما يتقدم التوسع الاستيطاني باستمرار إلى جانب هجمات المستوطنين العنيفة على الفلسطينيين.
في هذا الوضع المأساوي، الذي قد يؤدّي إلى تصعيد الصراعات العسكرية في الشرق الأوسط بسبب اشتداد الصراعات الإمبريالية، تدعو الجلسة العامة الثامنة والعشرون للـندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينيّة (CIPOML) البروليتاريا وشعوب العالم والنساء والشباب المضطهدين إلى مواصلة وتعزيز المظاهرات، للمطالبة بوضع حد للهجمة الإجرامية التي ترتكبها القوات الصهيونية وحليفتها الإمبريالية، للتعبير عن تضامنهم الكامل ودعمهم للشعب الفلسطيني الذي يعاني ومقاومته المسلحة المشروعة ضدّ القوة الصهيونية المحتلة التي تمارس إرهاب الدولة.
إنّنا نؤيد ونكرّر النداء العاجل الذي وجهته النقابات الفلسطينيّة إلى الحركة العمّالية الدولية لإنهاء كافة أشكال التّعامل مع الكيان الصّهيوني واتّخاذ الخطوات اللازمة لوقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وكذلك كافّة أشكال التمويل والأبحاث العسكرية.
ونؤكد أنّ العمل الجماهيري دفاعًا عن الشعب الفلسطيني قد هزم التّلاعب الصهيوني والإمبريالي بالمعلومات، وأنّ التعبئة التي تتطور تطيح بالمنطق البرجوازي الذي ينكر على الشعوب حقها في المقاومة بكل الأشكال.
ونؤكد أنّ أيّ “حلّ” لا ينهي احتلال الأراضي الفلسطينية، ولا يعترف بالحقوق الوطنيّة للفلسطينيين، بما في ذلك الحق في تقرير المصير حتى تشكيل الدولة المستقلة، لا يؤدي إلاّ إلى تبرير استمرار الاحتلال والإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطيني.
ـ من أجل الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الدّموي على الشعب الفلسطيني!
ـ من أجل إنهاء عمليات الإبادة الجماعية للشّعب الفلسطيني!
ـ من أجل إنهاء الاحتلال الصّهيوني وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة!
ـ من أجل دولة فلسطينية مستقلّة وعاصمتها القدس، ومن أجل عودة اللّاجئين وإطلاق سراح السّجناء السّياسيين من السجون الإسرائيلية.
ـ عاش التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني البطولي الذي يضرب الصّهيونية ويضعف الإمبريالية!
المكسيك، 24 نوفمبر 2023
الجلسة العامة الثامنة والعشرون للندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينيّة