حـزب العمّـال يشيد بدور فصائل المقاومة من أجل معركة تحرير كامل فلسطين ويجدّد دعمه للشعب الفلسطيني الصامد
تحت شعارات “البندقية هي الحلّ ضدّ الخائن والمحتلّ” و”مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة” و”فلسطين عربية لا حلول استسلامية”، استقبل حزب العمّال بمقرّه المركزي بالعاصمة مساء يوم الثلاثاء 16 جانفي 2024 وفدا عن حركة حماس الفلسطينية يضمّ الدكتور سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية بإقليم الخارج والدكتور يوسف حمدان نائب رئيس قسم شمال افريقيا، حيث كانت مناسبة للاطّلاع عمّا يحدث في فلطسين منذ عملية طوفان الأقصى التي انطلقت يوم 7 أكتوبر 2023. كما توجّهت الحركة إلى حزب العمّال بالشكر لمساندته المبدئية للقضية الفلسطينية.
حمه الهمامي: مواجهة الكيان المحتلّ لن تكون إلاّ عبر المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلّحة
وبالمناسبة، أكّد الرفيق حمه الهمامي الأمين العام للحزب أنّ معركة الشعب الفلسطيني ضدّ الكيان الغاصب النازي وأشنع القوى الاستعمارية والإمبريالية التي عرفتها الإنسانية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية هي معركة الشعوب العربية وكلّ شعوب العالم وكلّ قوى التحرّر. كما شدّد الرفيق بأنّ حزب العمّال ومنذ تأسيسه له موقف واضح من القضية الفلسطينية ومن مسألة الصهيونية والكيان المحتلّ الذي سيكون مصيره الزوال عبر تحرير كامل فلسطين وعاصمتها القدس.
وقد ذكّر الرفيق الهمامي بأنّ حزب العمال هو من الأحزاب القليلة في تونس الذي عارض اتفاقية “أوسلو” منذ إمضائها، باعتبارها كارثة على معركة التحرر الوطني الفلسطيني، وأنّ مواجهة الكيان المحتلّ والغاصب لن تكون إلاّ عبر المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلّحة، مؤكّدا أنّ حزب العمّال سيواصل نضاله في تونس من أجل فرض تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وطرد سفراء الدول الداعمة له أو عبر علاقاته بحركات التحرّر الوطنية والأحزاب الماركسية اللينينية من أجل دعم المقاومة الفلسطينية.
وقد توجّه الأمين العام للحزب بالتحيّة إلى جميع فصائل المقاومة من أجل تحرير كامل فلسطين، منوّها بأنّ معركة طوفان الأقصى هي شرف للشعب التونسي والشعوب العربية وحركات التحرّر العالمي والإنسانية.
سامي أبو زهري: معركة طوفان الأقصى هدفها قطع الطريق عن مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني
وفي كلمته، قال الدكتور سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية بإقليم الخارج بأنّ حركة حماس تعتبر القضية الفلسطينية قضية أمّة وقضية جميع أحرار العالم بمختلف التوجّهات الفكرية والسياسية والإيديولوجية، وأنّ القضية من الداخل الفلسطيني في أفضل حالاتها ومستوياتها اليوم، مشيدا في ذات السياق بتضاعف حجم الحراك المساند الغير مسبوق غربيا وإفريقيا دفاعا عن القضية الفلسطينية وباعتزاز المقاومة بالقضية التي تقدّمت بها دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضدّ الاحتلال والتي مثّلت زلزالا حقيقيا للكيان الصهيوني.
وبخصوص معركة طوفان الأقصى، أكّد أبو زهري بأنّ هدفها هو قطع الطريق نحو مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي انطلقت فيه بعض الدول العربية وردّ الاعتبار للقضية الفلسطينية وإعادة فضح جرائم الاحتلال، مضيفا أنّه وبعد أكثر من ثلاثة أشهر، فقد نجحت المعركة في تحقيق أهدافها وتهشيم صورة الاحتلال بل وحقّقت له صدمة حقيقية وما يحدث اليوم من انتهاكات يعكس حجم الارتباك في صفوفهم رغم محاولاتهم في القضاء على المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس واسترجاع الأسرى.
وحول ملفّ الأسرى، أكّد القيادي بحركة حماس أنّ الاحتلال لن يستردّ أسراه بالقوّة بل فقط بقرار المقاومة، منوّها بأنّ من تمّ إطلاق سراحهم من المدنيين خلال عملية التبادل الأخيرة كان سببه أنّ عملية أسرهم كانت بشكل ثانوي وفي ظلّ حالة من الفوضى خلال اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى، وكانت المقاومة ستطلق سراحهم دون ثمن، وفي المقابل لا يزال لدى عناصر المقاومة أسرى من جنود الاحتلال وهؤلاء لن يتمّ الإفراج عنهم دون ثمن حقيقي ومقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
أمّا بخصوص انطلاق المفاوضات بوساطة من دول عربية، فقد نفى القيادي بحركة حماس ذلك، مؤكدا أنّ الاحتلال الصهيوني هو من يروّج له إعلاميا وأنّ المقاومة لن تنطلق في المفاوضات إلاّ بعد وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وفي ذات السياق، أكّد أبو زهري أنّ المقاومة ميدانيا قادرة على الاستمرار وهي تدير المعركة حاليا بقوّة رغم حالة الحصار المفروضة على الشعب الفلسطيني مقابل الإسناد العسكري والمالي للاحتلال من الدول الداعمة له، بل أنّ المقاومة هي من تصنع الأسلحة التي تقاتل بها عناصرها ميدانيا (القذائف، البنادق، الصواريخ، الطائرات الاستطلاعية، الأنفاق…).
من جانب آخر، حذّر القيادي بحركة حماس بمحاولات الاحتلال فرض سياسة التهجير ضد الشعب الفلسطيني في اتجاه محور “فيلادلفيا” بالقرب من الجانب المصري، داعيا إلى ضرورة استنفار الجهود في تونس وفي جميع الدول على غرار لبنان واليمن وجنوب إفريقيا وحشدهم بكل الأشكال لديهم من أجل دعم القضية الفلسطينية وشعبها.
يوسف حمدان: نحن اليوم أمام جيل التحرير
من جانبه، أكّد الدكتور يوسف حمدان نائب رئيس قسم شمال إفريقيا بأنّ حركة حماس وجميع الفصائل الفلسطينية موحّدة اليوم، وهذا الجيل هو جيل التحرير، منوّها بأنّ عملية طوفان الأقصى لم تكن حينيّة بل تمّ الإعداد لها منذ سنوات عبر استراتيجية محكمة تعتمد على أربعة محاور وهي إعداد المقاتل صلب المقاومة الفلسطينية، شبكة العلاقات، تحضير الحاضنة الشعبية من أجل دعم المقاومة ومراكمة القوّة.
كما شدّد حمدان بأنّ هذا المسار الطويل من أجل إعداد سلاح المقاومة قد عُمّد بالدمّ والدعم والإسناد، كاشفا بالمناسبة أنّ لدى المقاومة اليوم أسلحة لم تستخدم ميدانيا إلى اليوم، بل هناك عناصر من المقاومة تنتظر دورها من أجل المشاركة الميدانية لم يأتيها الدور بالنزول إلى أرض المعركة والتقديم والتضحية.