كشف رئيس تحرير جريدة الشعب يوسف الوسلاتي اليوم الخميس 10 أفريل 2014، أن حكومــة الترويكا وفي عهد علي العريض أمضت على اتفاق هبــة مع دولة قطر قيمتها 120 مليارا أي حـــوالي 75 مليون دولار .
وقال الوسلاتي فى تصريح ل”شمس أف أم”، إن الأموال المرصودة لم تذهب إلى ميزانية الدولة عبر الآليات القانونية المعمول بها، بل كانت موجّهة لفائدة جمعيات غير مذكورة بالإسم بغاية توظيفها سياسيا وفق تعبيره.
وهي جمعيّات استفادت من هبات قطرية سابقة حسب تأكيده، مضيفا أن الترويكا أمضت على هذه الهبة دون تأشير من وزارة الخارجية، ما دفع لاحقا بالمديرين في الخارجية وكذلك وزارة المالية لعدم صرفها وإبقائها مجمدة باعتبارها تمثل فسادا ماليا .
كما أكّد الوسلاتي أن الخطورة تكمن في تحويل أموال الدولة لفائدة صندوق أسود ” تتصرف فيه مجموعة من الأحزاب بحكم معرفتها بالتشارك مع سفارة قطر رغم أنه يُفترض أن توضع على ذمــة الدولة”.
الجمعيات الكبرى التي تستأثر اليوم بالهبات الخيرية :
_جمعية التعاون والتواصل الاجتماعي لصاحبها نجيب القروي
_جمعية الخيرية التونسية يرأسها شقيق عماد الدايمي
_وجمعية مرحمة ى للمشاريع الخيرية والاجتماعية يراسها عضو مجلس شورى حركة النهضة
وفى نفس السياق قال يوسف الوسلاتي أن الجمعية الخيرية التونسية تُشرف على أنشطتها باستمرار وزيرة المرأة سابقا سهام بادي، وفي بعض المناسبات رئيس الدولة المنصف المرزوقي .
كما أشار إلى حضور رئيس الحكومة الأسبق والقيادي فى حركة النهضة حمادي الجبالي، فى إحدى مناسبات جمعية التعاون والتواصل الاجتماعي لصاحبها نجيب القروي، أمّا وزير الشؤون الدينية السّابق نور الدين الخادمي فقد كان رئيسا لإحدى الجمعيات التى تنضوي تحتها عديد المدارس الدينية بحسب رئيس تحرير جريدة الشعب .
وقد أشار الوسلاتي في المقال الذي نُشر اليوم تحت عنوان “قطر غايت الترويكا … 120 مليارا على خطى الهبة الصينية وشرفاء الخارجية يتصدّون ” إلى أن التمشي الطبيعي لمآل أي هبة أو مساعدة، هو أن تُضمن في خزينة الدولة التي تتولّى لاحقا صرفها حسب أولويات الميزانية العامة، وهي أولويات تحدّدها الدوائر المعنية، أما أن تمضي الحكومة على اتفاق هبة ثم تحوّل تلك الأموال إلى جمعيات، فهو تحويل وجهة فاضح لأموال عمومية يستوجب المحاسبة والتدقيق ومساءلة القائمين بذلك .
وأضاف الوسلاتي إن هذا الأمر لا يحصل في الديمقراطيات الحديثة ولا نجد له نظيرا إلا في الجمهوريات الموازية وهو ما يكشف حالة عجز ميزانية الدولة الآن، كما يكشف دور المال السّياسي في كسب الانتخابات حيث حوّلت أحزاب الترويكا المال العام إلى ملك للجمعيات العاملة في فلكها.