بقلم عمار عمروسية
تمكّن بداية الشهر الجاري الناشط السياسي العنيد، المعادي للإمبريالية الأمريكية الغربية “جورج غالاوي” من تحقيق انتصار كبير على جميع منافسيه في الانتخابات الفرعية للبرلمان البريطاني بمدينة “روتشديل”.
قفز “غالاوي” فوق جميع المرشّحين بهذه الدائرة الانتخابية وعلى الأخصّ مرشحيْ الحزبين الأساسيين “المحافظ” و”العمّالي” حاصدا نسبة كبيرة وصلت 40 % من أصوات المقترعين.
مقعد “غالاوي” هذه المرّة بمجلس العموم مختلف عن جميع دوراته السابقة التي انتهت منذ 2015.
فعودة اليوم كانت دون مبالغة من بوابّة “غزة”، فالرّجل خاض كلّ حملته تحت الانتصار الصريح للوقف الفوري للعدوان الهمجي والانحياز المكشوف للمقاومة المسلّحة وشعبها الصّامد وحقّه في الحياة الكريمة وبناء دولته المستقلّة على أنقاض دحر الكيان الصهيوني.
لقد أخضع “غالاوي” كلّ فعاليات معركته الانتخابية إن في الأشكال (ملصقات، بيانات…) أو في المضامين لفضح الطابع الوحشي للكيان الصهيوني وشركاءه في حرب الإبادة الجماعية بما في ذلك “بريطانيا”.
تنقلّ في أحياء مدينته وشوارعها وحضر كلّ اجتماعات حملته معتمرا الكوفية الفلسطينية وحاملا راية فلسطين غير مكترث بحملات التشويه الإعلامي التّي طالته والتّي سعت إلى تقديمه كذبا، إمّا كأحد وجوه الشخصيات الأكثر عداء للسامية، أو السياسي العنيف بل الإرهابي التّابع “لحزب الله” و”حماس”.
شقّ نصير القضايا العربية حملته بثبات السنوات الطويلة من خياراته التّي كلّفته الفصل من “حزب العمال” منذ 2003 بعد أن لعب أدوارا متقدّمة في فضح الطابع اللصوصي الإمبريالي على العراق الشقيق سنتي 1991 و2003.
حوّل “غالاوي” الحملات المسعورة من اللوبي الصهيوني والدوائر الاستعمارية ضدّ ترشحّه لكرسيّ البرلمان إلى نقاط قوّة إضافية أضفت الكثير من الزّخم الشعبي والإعلامي لحملته التّي استقطبت جموع الجاليات العربية والإسلامية وأغلب الأقليّات القاطنة بـ”روتشديل”.
ثأر “غالاوي” من كل “الماكينات” الانتخابية الرجعيّة وإيديولوجياتها القائمة على تبرير الاستعمار وحروب التقتيل والإبادة فكان الفوز الذي أنصف مسيرته الطويلة ضمن مجال النضال المعادي للإمبريالية.
فكرسي البرلمان في هذه الظروف الدولية والإقليمية يحمل طعما خاصّا التقط منذ الوهلة الأولى دلالاته “غالاوي”، فكان خطاب نصر الأخير مفعم بالوفاء لجنسيته الثانية الفلسطينية التّي تحصّل عليها منذ سنوات من حكومة “إسماعيل هنية” حيث قال متوجّها للعموم: “هذا من أجل غزة”!، وأضاف مخاطبا كواسر الحكم ببلاده: “ستدفعون ثمنا باهضا للدّور الذي لعبتموه في تمكين النازيّة حاليا من غزة”.