الرئيسية / صوت الوطن / أطلقوا سراح سجين الرأي محمد وليد الزايدي
أطلقوا سراح سجين الرأي محمد وليد الزايدي

أطلقوا سراح سجين الرأي محمد وليد الزايدي

بقلم سناء البعزاوي

لليوم الـ13 على التوالي، يقبع الرفيق محمد وليد الزايدي بالسجن المدني بالقيروان ويُحرم من حريته على خلفية نشره لتدوينة تتضمن موقف حزب العمال من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ودعوته إلى مقاطعة الانتخابات المهزلة وذلك طبقا للفصل 24 من المرسوم 54.
تعود هذه القضية إلى شهر ديسمبر 2023، حيث نشر محمد وليد التدوينة يوم 14 ديسمبر ليقع إيقافه بتاريخ 22 من نفس الشهر ويتم التحقيق معه والقضاء في اليوم الموالي بتركه في حالة سراح حتى تحديد تاريخ جلسة في الغرض.
وليد لم يتسلم منذ ذلك التاريخ أيّ استدعاء لحضور جلسة ليتفاجأ يوم 10 ماي الجاري، حين توجه إلى مركز الشرطة بحاجب العيون لاستخراج بطاقة تعريف وطنية، بأنه محل تفتيش باعتبار أن قاضي التحقيق قد أصدر في حقه بطاقة جلب.
قاضي التحقيق قضى بترك وليد في حالة سراح، لكن النيابة العمومية استأنفت الحكم مباشرة وتمّت إحالة الرفيق على دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بالقيروان لتصدر في حقه بطاقة إيداع بالسجن والحال أن الدائرة لم تستلم الملف ولم تطلع عليه إلى غاية اليوم.
إن كل الذين يدرسون القانون يتعلمون في بدايات مشوارهم الدراسي أن الأصل في الأشياء هو الحرية، وأن الاستثناء هو الحرمان منها وهذا الحرمان ينبغي أن تكون له مبرراته القوية. فأيّ مبررات هذه التي دفعت إلى إصدار بطاقة الإيداع بالسجن؟ وهل أن الرفيق يمثل تهديدا على الأمن العام حتى يقبع في السجن على ذمة التحقيق؟ إن الحقيقة التي لا تتطلب الكثير من الاجتهاد لفرط بداهتها هي أن محمد وليد الزايدي يعاقب على خلفية آرائه وآراء حزبه وأننا اليوم بصدد قضاء التعليمات بأتم معنى الكلمة، هذا القضاء الذي يصدر أحكاما دون حتى الاطلاع على ملف القضية.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء محمد وليد على خلفية آرائه، ففي 22 ماي من سنة 2019 تسلم الرفيق استدعاء للتحقيق على خلفية تدوينة فايسبوكية أيضا. وقد علّق وليد على هذا الاستدعاء، الذي صادف يوم مولده قائلا “لكل منا حربه في هذه الحياة، منتصرون لحرية التعبير، كل عام وأنا بألف خير”.
ومن يعرف محمد وليد جيدا، يفهم خلفية هذا الاستهداف المتكرر. فالرفيق من طينة المناضلين الذين لا يدخرون جهدا في التعبير عن آرائهم وآراء حزبهم والدفاع عنها. وليد المعطل عن العمل وهو الذي درس لسنتين بالجامعة، اختار الانقطاع والحصول على شهادة تكوين لتسريع الحصول على عمل باعتبار أوضاعه الاجتماعية الصعبة، فلم يسعفه ذلك فقبل العمل بمقهى لإعالة عائلته وابنيه إبراهيم وبيرم. وليد من المناضلين الذين يشبهون أبناء شعبهم كثيرا، يمسكون على الجمر وينادون بغد أفضل للجميع. من يعرف وليد عن قرب يتذكر تواجده في حراك حاجب العيون للمطالبة بسيارة إسعاف، بمستشفى محلي وللمطالبة بالتنمية لجهة مهمشة.
وليد دافع عن شفافية المعايير في إسناد مقاسم فلاحية لمعطلي حاجب العيون في حين كان الغالبية حينها يبحث عن مدخل لتسجيل اسمه وكان نتيجة تشبثه وتشبث القلة من الصادقين معه اعتصام الكرامة بحاجب العيون أمام مقر المعتمدية.
هذا هو محمد وليد الزايدي كما يعرفه أبناء جهته، كما تعرفه رفيقاته ورفاقه، صلبا وفيا لمبادئه وقناعته. ورغم قسوة أوضاعه، لم يكن يرى منفذا خارج الحل الجماعي.
إن من يعرف وليد عن قرب، يعلم أن مناضلا من طينته لن تربكه الإيقافات ولن ترهبه المحاكمات الجائرة، وأن الساحات ستعج بضجيجه من جديد حتى تتحقق أحلام شعبه في العيش الكريم.

إلى الأعلى
×