“الغلاء يتصاعد والفقر يتوسّع والإستبداد يعود، فلنخرج عن صمتنا ولنخرج للاحتجاج الجماهيري الواسع من أجل إسقاط مجمل منظومة الخراب لصالح بديل وطني ديمقراطي شعبي، لنقاطع الانتخابات المهزلة”
التدوينة التي يحاكم بسببها الرفيق محمد وليد الزايدي
تحياتي رفيقي العزيز،
لم يجمعنا أيّ لقاء مباشر أو سابق معرفة ذاتية ولكن ما يجمعنا أعمق وأسمى من أيّ لقاء أو معرفة ذاتية، لقد جمعتنا راية حزب العمال ووصايا نبيل الذي من المؤكد أن ذكراه وكلماته المنحوتة من الصوان والفولاذ تؤنسك في زنزانتك وتشدّ أزرك في هذه المحنة الظرفية.
لا يراودني الشك لحظة واحدة رفيقي العزيز أنك بصدد تحويل تجربتك السجنية إلى تجربة نضالية تقضّ مضجع سجانيك وكل من تورّط في التشريع أو التبرير لهذه المنظومة البائسة.
إنّ من سنّ المرسوم 54 سيئ الذكر وسخّر أجهزة الدولة لاستعراض عنفها وتسلطها في تطبيقه على أصحاب الرأي المعارض للتوجهات الشعبوية لا يملك أدنى فكرة عن طينة مناضلات ومناضلي حزب العمال وكيف يتحوّلون إلى جبابرة عندما يسلّط سيف القمع على رقاب غيرهم قبل حتى أن يسلّط على رقابهم وعندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الحرية والكرامة الإنسانية، إن حنجرة الواحد/ة منهم/ن تختزل آلاف الحناجر الهاتفة بالحرية والكرامة الوطنية وجسد الواحد/ة منهم/ن يتحوّل إلى متراس غير قابل للسقوط أو الاختراق.
رفيقي العزيز وليد،
أنا على يقين تام من صمودك لذلك أعفيت نفسي وأعفيتك من تلقّي عبارات رفع المعنويات وغيرها من التراكيب المعلبة والجاهزة لأن الحقيقة هي أن معنوياتنا نحن وكل المناضلين من أجل الحق في التعبير الحر هي التي ارتفعت و هي تتلقى أخبار صمودك ومقاومتك وتشبّثك برأيك من رفيقاتك ورفاقك في حزب العمال.
بسجنهم لك رفيقي فقد منحوا تدوينتك التي اعتقلوك بسببها أجنحة ومن لم يطلع عليها في إبانها فقد اطّلع عليها الآن ووصلته دعوتك الهادرة للاحتجاج الجماهيري الواسع والتعريف ببرنامج حزب العمال من أجل تحقيق الديموقراطية الشعبية والعدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية، تلك هي طبيعة الأنظمة الفاشية والاستبدادية رفيقي العزيز، إنها بإجراءاتها القمعية الحمقاء تمنح أفكارنا وأراءنا أجنحة تحلق بها فوق القضبان والأسلاك القانونية الشائكة التي تسيّج بها منظومة حكمها.
أخيرا و ليس آخرا رفيقي العزيز،
ثق وتأكد أن أسوارهم وقضبانهم وقيودهم أوهى من خيط العنكبوت ولا يمكن أن تنال من صلابتك ومقاومتك التي ألهمت رفاقك وأصدقاءك قيد أنملة لأنك تحاصرهم بثباتك وبأصوات رفاقك ورفيقاتك وأصبحوا هم أسرى الخوف والرعب من المصير الحتمي لكل ظالم مستبد ولو بعد حين، بعد عام.. بعد عامين وجيل… فالزمن نسبي جدا رفيقي العزيز ولا سيّما في معارك الحرية والكرامة التي نالك شرف أن تكون أحد رموزها.
أخيرا رفيقي، أعانقك عن بعد بهذه الكلمات وأنت تحاصر سجانك وتضيق عليه الخناق بصمودك وانحيازك لقضية الحرية والكرامة ولأبناء شعبك الكادحين وأنقل إليك تحيات رفيقاتك ورفاقك وعائلتك التي أصبحت منذ اليوم الأول لاعتقالك عائلتنا أيضا.
المجد لك يوم انتظمت ويوم ناضلت ويوم سجنت ويوم تخرج حرا وأنت الآن حر وحر وحر.