الرئيسية / الافتتاحية / افتتاحية: لنستخلص الدّرس قبل فوات الأوان
افتتاحية: لنستخلص الدّرس قبل فوات الأوان

افتتاحية: لنستخلص الدّرس قبل فوات الأوان

أغلق يوم 6 أوت الجاري باب الترشح للمهزلة الانتخابية القادمة. وبإنهاء هذه الخطوة يكون سعيّد قد أمّن المسار ووضع عليه يديه بالكامل كما برمج وكما بدأ ينفّذ منذ مدّة. إن تعليقا سريعا على قائمة “المقبولين للترشّح”، أي الذين استوفوا الشروط التي وضعها سيادته، تبيّن حقيقة الانتخابات التي يريدها. إنها انتخابات متحكَّمٌ فيها مسارا ومآلا، فقد استبعد سعيّد كل “الترشحات الجدّية”، أي القادرة على منافسته بقطع النظر عن برامجها، إذ وضع كلّ العراقيل منها المتعلقة بالحصول على بطاقة السّوابق العدلية (البطاقة عدد 3) والتي استعادت من خلالها وزارة الداخلية “أمجادها” في التدخّل والتعسّف، فيما تقف هيئة بوعسكر المُنصّبة والتي هي واقعيا هيئة حملة سعيّد لا غير، تقف حاملة الهراوة لتهديد وسائل الإعلام والصحفيّين والنشطاء لفرض صمت المقابر حتى تمرّ المبايعة التي ظنّ شعبنا أنه تخلّص منها إلى الأبد. وقد أصدرت المحاكم بسرعة قياسيّة أحكاما سالبة للحرية وأخرى بالمنع المؤبّد من الترشّح وذلك إضافة إلى الإيقافات السابقة التي شملت سياسيّين ومترشّحين.
إن الدّرس الذي يجب استخلاصه من خلال جملة أحداث المدّة الفارطة هو أنّ ما يجري الإعداد له هو مهزلة ومسخرة معلومة النتائج مسبقا، وما المشاركة فيها إلّا تشريعا لها ولنتائجها، إنها تزيين للاستبداد وتلميع لوجهه، وهي مشاركة ستكون لها نتائج كارثيّة على البلاد والشعب الذي يكتوي بنار الدكتاتورية بنفس أساليب الحكّام الفرديّين من بورقيبة إلى بن علي، فالمشاركة في عهد الأخير لم تكن إلا تجميلا لطبيعة النظام الاستبدادي مهما كانت نوايا بعض المشاركين، فالدكتاتورية لم تسقط بالمشاركات، بل بالنضال من خارج المنظومة وعلى أنقاضها، وهو الدّرس الذي يجب استخلاصه من طرف شعبنا وقواه التقدّمية بسرعة ودون تردّد حتى لا يضيع وقت ثمين نحن في حاجة إليه لتوحيد صفوفنا والتصدي للفاشية الزاحفة التي ستكشّر أكثر عن أنيابها بعد 6 أكتوبر.
فلتتجرّأ كلّ القوى التقدمية على إعلان مقاطعة المهزلة معلومة النتائج، ولتتّجه لتعبئة الشعب دفاعا عن حقوقه الأساسية في الماء والشغل والأكل والحرّية والسّيادة الوطنية.

إلى الأعلى
×